حولا ــ عساف أبو رحال
يختلف ليل بلدة حولا عن نهارها، كما قال بعض الأهالي الذين وصفوا الأوضاع بالصعبة نهاراً والخطرة ليلاً، بسبب عمليات التسلل التي ينفذها جنود الاحتلال، مستهدفين السكان العزل. ويشكل تدنّي حركة السير وشحّ العابرين على الطريق الرئيسة مؤشراً سلبياً، ينبئ بحال من عدم الاستقرار؛ فالطريق من مرجعيون حتى بلدة العديسة مؤنسة بعض الشيء، ومن ثم يخيم صمت الطرقات التي غاب عنها نشاط المواصلات الذي اعتادته المنطقة قبل وقوع العدوان ومفاعيله التدميرية والتخريبية، التي طالت الجوانب كافة، وما زالت تحدث تغييراً يومياً في جغرافية الطريق الرئيسة المؤدية الى البلدة؛ ويعود السبب في ذلك الى قيام قوات الاحتلال بتقطيع أوصاله مساء كل يوم بواسطة جرافة، الأمر الذي يدفع بالأهالي الى استحداث ممر جديد محاذ للطريق يميناً أو يساراً.
أول ما يمكن الاستفسار عنه: هل من جنود احتلال داخل البلدة؟ يجيب المواطن غالب قطيش: «ذهبوا منذ نصف ساعة بعد أن تسلّلوا ليلاً، من مستعمرة المنارة وانتشروا في محيط البلدة، واحتجزوا صباح اليوم ثلاثة مواطنين هم: حسن ياسين وحسن جواد قاسم وزوجته، وعصبوا أعينهم لحين انتهاء مهمتهم ومغادرتهم الأراضي اللبنانية؛ إنها معزوفة يومية خطرة تتم على مرأى من الأهالي الذين لا حول لهم ولا قوة.
وتوضح منال قطيش: «أن غالبية الأهالي الذين نزحوا عادوا بعد وقف النار، وخصوصاً المزارعين الذين يحاولون إنقاذ ما تبقّى من موسم التبغ الذي تعرض الى خسارة كبيرة بعد تلف كميات من المحصول؛ فالمزارع الجنوبي يقف أمام تحد كبير في ظل غياب الوعود الرسمية لجهة التعويضات عن الخسائر الزراعية. وبلدة حولا كسائر القرى الجنوبية تواجه أوضاعاً صعبة غابت معها أبسط مقومات الحياة، وهي اليوم بحاجة الى حضور رسمي يعمل على رفع المعاناة بعد أن نجت البلدة من مجزرة كبيرة كادت أن تحصل، لكن القدرة الإلهية حالت دون ذلك».
وفي بلدة دبين شرع الأهالي بنصب الخيم الى جانب منازلهم المدمرة بعد أن وزعها حزب الله عليهم. ويقول حسين جميل قاسم وولده عبد الرحمن: «إن الإقامة ستكون مؤقتة بانتظار دفع مبلغ من المال لاستئجار منزل ريثما تتم عملية إعادة الإعمار».