النبطيّة ــ كارولين صباح
تحاول مدينة النبطية نفض غبار العدوان عنها. ورشة إزالة الركام من المدينة مستمرة على قدم وساق، لكن المشكلة الكبرى التي ما زال يعانيها المواطنون هي استمرار انقطاع الكهرباء والمياه بعد مرور عشرة أيام على عودتهم للمدينة.
ولمعالجة المشكلة المستجدة، لجأت البلدية بالتعاون مع الدفاع المدني إلى إيصال المياه إلى بعض الأحياء التي كانت تعاني الانقطاع أكثر من غيرها.
بدأت قصة المواطن حيدر بدر الدين من هنا. عاد إلى النبطية بعد وقف العدوان ولكنه اصطدم بمشكلة المياه. هو أب لأربعة أطفال أكبرهم في السادسة، وأصغرهم طفلة تبلغ من العمر شهرين فقط.
لجأ حيدر إلى البلدية لتسجيل اسمه للحصول على «نقلة مي»، كما يقول. فلم يفلح «لأنّ الدفاع المدني هو من يقوم بتوزيع المياه، لذلك كان عليّ أن أقضي ساعات في ضيافة الدفاع المدني حتى أتأكّد من أنّ اسمي قد ورد ضمن اللائحة. بعد الوعود المتكرّرة بأن «النقلة» ستصل بين لحظة وأخرى وبين يوم وآخر، قضيت حوالى ستّة أيام أنتظر شرف الحصول على هذه النقلة. وبعد الجهد وصلوا ولكنهم اكتشفوا أنني أسكن في بناية تتألف من ثلاث طبقات، وهم غير مخوّلين التوزيع للبنايات. وبحسب قولهم، فإنهم لن يغامروا بالصعود إلى سطح هذه البناية».
بعد فشل جميع جهوده، لجأ حيدر إلى كتابة تعليق صغير وضعه على باب بنايته انتقد فيه تقاعس الدفاع المدني والجمعيات الأهلية عن القيام بدورها في تأمين أبسط حقوق المواطن الجنوبي. ولفت حيدر إلى أن «عملية توزيع المياه كانت تتم عبر وساطات ومحسوبيات».
رئيس البلدية الدكتور مصطفى بدر الدين أوضح أن عمليّة ضخّ المياه لجميع أحياء النبطية «اصطدمت بعقبات عدّة أوّلها انقطاع التيار الكهربائي، وتضرّر عدد من الإمدادات الخاصة بالمياه نتيجة العدوان، وأنّ البلدية اشترت مولّداً كهربائياً لتوفير ضخ المياه إلى الأحياء في حال انقطاع التيار الكهربائي».
وأوضح بدر الدين أن «لا علاقة للبلدية بما يقوم به الدفاع المدني من توزيع للمياه وأن هذه المشكلة سوف تحل خلال الأيام القليلة المقبلة بعد أن يتم إصلاح أعطال الكهرباء».