غسان سعود
توجّه مساء أمس إلى الجنوب وفد من التيار الوطني الحرّ ضمّ خمسة وثلاثين مهندساً وبعض القياديين، حيث سيقضون ثلاثة أيام في أوتيل «دانا» الواقع في بلدة إبل السقي عند سفوح جبل حرمون.
ويهدف المهندسون إلى مسح الأضرار في القطاع الشرقي، ووضع جداول واضحة في كلفة إصلاح كل ما تهدّم، والمدة الزمنية التي يفترض أن تستغرقها عملية إعادة الإعمار.
وأوضح المهندس جبران باسيل، الذي يرافق الوفد، أن جولتهم تشمل غالبية القرى المسيحية في الجنوب، بعدما تكفّل التيار الوطني الحر بمسح الأضرار وإعادة ترميم الأضرار في البلدات المسيحية، وخصوصاً أن معظمها (الأضرار) تُعتبر طفيفة مقارنة مع البلدات الشيعية.
ولفت إلى بدء شباب التيار إصلاح الأضرار اللاحقة بكنيسة القوزح. وقال باسيل «إن اللقاء مهم جداً مع أهالي القرى المسيحية، بعدما توقفت المعارك وهدأت النفوس، وخصوصاً أنها المرة الأولى التي لا تدفع هذه البلدات فاتورة الحرب، وإنما قامت باحتضان النازحين (في رميش وحدها 12000 نازح) وأدّى أهاليها دوراً إنسانياً مميزاً، وحظيت بتقدير أهالي الجنوب. فقد انتهت حالة التخوين بعدما ثبّت الأهالي شراكتهم في النصر على إسرائيل، وفي الدور السياسي في المرحلة المقبلة. وعليهم اعتياد أداء سياسي مختلف». وأكد باسيل أن التواصل لم ينقطع بين التيار وأهالي الجنوب المسيحيين خلال مرحلة الحرب. ولم يهجر الأهالي قراهم على رغم تشجيع البعض على هذه الخطوة التي كادت تؤدّي إلى قصف هذه المناطق.
وأشار بول نجم، منسق المهندسين في التيار وعضو مجلس نقابة المهندسين، إلى تنسيق مهندسي التيار مع مهندسي حزب الله لمسح الأضرار في الضاحية، وإنشاء ورش عمل لمهندسي التيار في نقابة المهندسين، والاهتمام بالمناطق المسيحية المتضررة انطلاقًا من مدخل وادي الشحرور وساحة بعبدا. أضف إلى ذلك الخطوة الجديدة المتمثّلة بإيفاد قيادة التيار مهندسين اختصاصيين لمسح الأضرار والكشف على الأبنية المتصدّعة، ومحاولة فرض احترام بنود السلامة العامة في قانون البناء عند إعادة البناء، وخصوصاً أن ثمة منازل تصدّعت أو تهدّمت نتيجة مخالفتها قوانين البناء.
وينكبّ عدد من مهندسي التيار منذ وقف العدوان على مسح الأضرار ودراستها بشكل تفصيلي، بحسب ما كشف المهندس سيزار أبو خليل لـ«الأخبار». وتتضمّن الدراسات التي يعدّها التيار كلفة إعادة البناء والمدة الزمنية التي تستغرقها العملية، وتحدد سقفاً مالياً يُمكن أن تصل إليه كلفة إصلاح ما تهدم حتى لا يحصل هدر كما في السابق، أو لإبراز مستندات هندسية واضحة تُسهّل الإثبات العملي للسرقات في حال حصولها. ويبدأ التيار منذ يوم الاثنين المقبل في ترميم كنيسة مار يوسف الواقعة في الضاحية الجنوبية، قبالة بلدية حارة حريك.