صيدا ــ خالد الغربي
لفتت أمس زيارة «مواساة وتضامن» مع الشعب الفلسطيني، قام بها الى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، نائب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين ــ الأونروا ــ فيليبو غراندي، يرافقه مدير عام الوكالة في لبنان ريتشارد كوك ومديرها في منطقة صيدا جهاد الرفاعي.
غراندي الذي تفقد والوفد المرافق الأضرار التي خلفها القصف الإسرائيلي لمواقع فلسطينية في المخيم، كان قد استهلّ زيارته، بزيارة منزل عائلة عبد الرحيم عطية صغير، الذي استشهد في إحدى الغارات على المخيم، حيث قدّم واجب «العزاء» لشقيقيه ولأسرته بحضور أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية عبد مقدح. وبعد «قهوة العزاء» الفلسطينية، قال غراندي: «محزن أن يستشهد شقيقكما قبل ساعات قليلة من وقف إطلاق النار، لكنها مشيئة الله. وسنقوم بتقديم كل ما نستطيع تقديمه من تعويض ومساعدة، مع معرفتنا أن لا شيء يعوض خسارتكم برحيله».
وبدا التأثّر شديداً على «الضيف الدولي» لدى احتضانه أطفال الشهيد. وكانت لافتة أيضاً تحية غراندي أكثر من مرة الشعب الفلسطيني على وعيه ونضاله، وعلى احتضانه للنازحين اللبنانيين في المخيم خلال العدوان الاسرائيلي، واصفاً هذا الاحتضان بـ«تصرفات حكيمة ومسؤولة، تلقى منا التقدير والثناء، لكونها تدل على محبة وتضامن وتعاونوأراد غراندي أن يكون الإعلام شاهداً على كلامه، إذ قال على مسمع ومرأى من الصحافيين: «أؤكد لكم أن التضامن الذي أبداه الشعب الفلسطيني مع اللبنانيين يشكّل مثلاً أعلى ومثالاً يحتذى، وهو صورة جيدة لما يجب أن تكون عليه منطقة الشرق الأوسط التي تعيش نزاعات كبرى. وهذا المثال الجيد يجب أن يتبع، وأؤكد أننا نفتخر بتضامن اللاجئين الفلسطينيين مع إخوتهم اللبنانيين في محنتهم».
وفي ما يشبه الاعتراف بتقصير وكالة الأونروا حيال المخيمات الفلسطينية، قال غراندي: «على الرغم من كون المناسبة حزينة، سأستفيد من هذه الفرصة كي نقوم بالأمور التي كان من الواجب القيام بها منذ زمن بعيد لتحسين ظروف اللاجئين الإنسانية والاجتماعية وتطوير ظروف العيش». ووعد بإعادة الإعمار لبعض البنى التحتية ولما خلّفه العدوان الإسرائيلي على المخيم، وختم بالقول «سنبقى بخدمة اللاجئين».
ثم انتقل غراندي والوفد المرافق للاطلاع على آثار العدوان الإسرائيلي على مدرسة «الروضة» التابعة للمسؤول الفلسطيني منير المقدح الذي كان في استقبال وفد الأونروا، وشرح لهم تفصيلات عمّا ألحقه العدوان. وكان واضحاً أن مسؤول الأونروا قد بدا عليه الاستهجان والتأثر لحجم الدمار.
بعدها، انتقل الوفد لمعاينة بعض الأماكن الأخرى التي كانت عرضة للقصف.