يعود النائبان وليد جنبلاط ومروان حمادة اليوم الى بيروت بعد زيارة الى باريس عقدا خلالها عدة اجتماعات، وكان لافتاً مشاركتهما في المؤتمر الصيفي للحزب الاشتراكي الفرنسي، ما اعتبره البعض إشارة من جنبلاط الى تطلّعه لمرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وكان جنبلاط قد عقد مؤتمراً صحافياً خلال مشاركته في “جامعة الحزب الاشتراكي الصيفية” في مدينة “لا روشيل” على المحيط الأطلسي، قال فيه “لا حل لسلاح حزب الله بالقوة”. وصرح بأن “لبنان بعد ١٢ تموز أسير محورين سوري ــ إيراني من جهة وأميركي ــ إسرائيلي من جهة أخرى”، ودعا القوات الدولية إلى “ممارسة مهمتها والتوسع تدريجاً لمساعدة لبنان على بسط سلطته في الجنوب”، وشدد على ضرورة حماية الحدود اللبنانية ــ السورية لأن “النظام السوري ما زال يرسل هدايا عبرها”.
وعقد جنبلاط وحمادة قبل توجّههما إلى غرب فرنسا اجتماعاً مع وزير الخارجية الفرنسية دوست بلازي واتصلا بوزير الداخلية نيكولا ساركوزي، وصرحت مصادر مقربة منهما بأنهما قاما باتصالات بـ“قيادات ديغولية” في إشارة إلى رغبة الضيفين اللبنانيين في المحافظة على نوع من التوازن السياسي بين الاشتراكيين والديغوليين في مرحلة ما قبل الانتخابات الرئاسية في الربيع المقبل. وتبادل زعيم الغالبية الدرزية الآراء مع قيادات من فريق ١٤ آذار في أوتيل “موريس” قرب الأوبرا محل إقامته في باريس. وقد صرح خلال اللقاء بأن “لبنان يذهب نحو المجهول” وخصوصاً “إذا أرادت أميركا ضرب إيران”. وتقول مصادر حضرت اللقاء إنه شدد على ضرورة المحافظة على ديناميكية الحركة الاستقلالية في لبنان وتحصينها، وإبقاء وحدتها. وتشير هذه المصادر إلى أن كلمة الزعيم اللبناني “قد تكون موجهة إلى ممثلي اليسار الديموقراطي” في اللقاء، حيث لوحظ غياب “بعض الوجوه البارزة منه” عن اللقاء. وتتحدث هذه الأوساط عن “نوع من الانشقاق” يشهده فرع اليسار الديموقراطي في باريس منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي تسبب بتباين كبير في مواقف بعض أقطابه بلغ أوجه في بيان وقّعه كل من إلياس خوري وزياد ماجد نائب رئيس اليسار الديموقراطي. وتحدث بعض الحضور عن فكرة إجراء لقاء بين جنبلاط ومثقفين لبنانيين وعرب في باريس من دون أن تتحوّل هذه الفكرة إلى واقع. وعرف أن جنبلاط رفض دعوات لإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام العربية واللبنانية قائلاً: “نتحدث عندما نعود إلى لبنان”.