صور ـــ علي ضاحي
الداخل الى بلدة معروب بعد انجلاء غبار العدوان الإسرائيلي على لبنان وعودة نازحي قرى الجنوب الى قراهم، لا تفوته ملاحظة حجم الدمار الهائل الذي طال كل شيء، من الطريق العام للبلدة والطرق الداخلية فيها الى شبكات المياه والكهرباء والخطوط الهاتفية وسنترال الهاتف، وما يزيد على 75 منزلاً. كذلك، لم تسلم مباني البلدية ومجمع الرسول الأكرم من الاعتداءات الإسرائيلية. وفيما تنصرف البلدية مع الأهالي الى إنشاء ورشة عمل لإزالة آثار العدوان، كان لأصحاب المنازل المدمرة ملاحم صمود أخرى.
لرشيدة فاضل مع التهجير والنزوح رحلتان: الأولى من منزلها في معروب، والثانية من منزلها في برج البراجنة. وتشير الى "أن بوادر النصر الأولى كانت في عودتنا الى قرانا، وإن وجدت منزلي في معروب مدمراً. فهذا شرف لي ووسام أعلّقه على صدري، وفخر لي أنني شاركت في دفع جزء يسير من فاتورة النصر، الله يحمي من وعد بالإعمار".
وليس مستغرباً ألاّ يقل صمود وتحدي أبناء معروب عن صمود كل قرى الجنوب. ووفقاً ليحيى فاعور الذي دمر منزله ودكانه في "حي الدرجة" في الضيعة القديمة «أنه ما نفع المنازل والقصور والكرامة مهدورة، المهم أن المقاومة التي تعمل ليلاً ونهاراً لحمايتنا والدفاع عنا، انتصرت».
وعن حجم الأضرار التي لحقت بالبلدة، يوضح رئيس البلدية المحامي حسين فنيش: "هناك ما يزيد على 48 وحدة سكنية (شقة) دمرت بالكامل جراء الغارات الجوية، و25 وحدة أخرى دمرت جزئياً، 50 في المئة منها غير صالح للسكن". ولفت فنيش الى «أن 75 في المئة من منازل القرية بحاجة الى ترميم وإصلاح كالمنجور والزجاج والأبواب، فضلاً عن تدمير محطتين للوقود».
ويختم فنيش «أننا نتواصل مع المؤسسات الأهلية والمدنية والرسمية كمجلس الإنماء والإعمار وجهاد البناء لتقويم وتحديد قيمة الأضرار في سبيل إعادة الإعمار وتقديم ما يلزم».
يذكر أن البلدة قدمت ثلاثة من أبنائها شهداء في مجزرة الشياح، والثلاثة من عائلة واحدة (أم وابنتاها).