strong>«النظام القائم لا يوحي بالثقة ولا بالشفافية ويحتاج إلى مساءلة عن كل عمل يقوم به»
طالب النائب ميشال عون في مؤتمر صحافي برحيل الحكومة الحالية. ودعا إلى تشكيل حكومة إتحاد وطني بحسب ما ينص عليه اتفاق الطائف.
بدا النائب ميشال عون، الذي قرر أن يتلو بنفسه مقررات اجتماع «تكتل التغيير والإصلاح» أمس، شديد الغضب من تلكؤ الحكومة اللبنانية في انتزاع حق لبنان في السيادة على كامل أراضيه وفي مقدمها المطار. وأكد عدم ثقة اللبنانيين في قيام الحكومة بإعادة الإعمار بشفافية.
استهل عون المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع بالسؤال عن سبب استمرار الحصار، رافضاً «التنكيل المعنوي باللبنانيين وانتقاص سيادة لبنان». واستغرب عدم تحريك الموضوع من قبل مجلس الأمن، وعدم معرفة اللبنانيين بالذين يفتشون الطائرات الآتية إلى وطنهم في الأردن. وقال إن هذه القضية «ملحة ويجب رفع الحصار فوراً عن لبنان».
وطالب عون بتأليف جهاز يسهر على الإعمار في لبنان، ويتمتع بالشفافية فيطلع جميع اللبنانيين على الوقائع والتلزيمات. مؤكداً «أن النظام القائم، مع الأسف، لا يوحي بالثقة ولا بالشفافية، ويحتاج إلى مساءلة عن كل عمل يقوم به»، وقال: «نحن عرفنا ما حصل سابقاً. وعلينا أن نراجع قضية المهجرين الذين لم يعودوا إلى منازلهم وأرضهم في الجبل منذ عام 1983». وأمل أن تضم الحكومة قضيتهم إلى الموضوع الحالي، «لأن تأخير إقفال هذا الملف ليس مقبولاً ويهدد السلم الأهلي».
ورأى عون أن مرحلة ما قبل 12 تموز تختلف عن مرحلة ما بعد 12 تموز، وعلى الحكومة الحالية أن تستخلص العبر من الأحداث وأن تقوم بما يتوجب عليها. وليس كل من في الحكومة، عليه الاستمرار في الحكم. وهذا ليس «منة» بل حق لبناني، داعياً الحكومة الحالية «إلى الرحيل لتتألف أخرى تضم أشخاصاً جدداً، وخصوصاً أن ثمة تساؤلات كثيرة عن سلوك الحكومة خلال الأحداث». وأمل أن تؤخذ العبر ويحدث التغيير بشكل هادئ مع المحافظة على الاستقرار في البلد، مشيراً في الوقت نفسه «إلى أن ثمة أساليب أخرى للتصعيد من الآن وصاعداً إذا لم يحدث الأسلوب المعتمد حالياً من قبل تكتل التغيير والإصلاح، التغيير المطلوب».
ورداً على سؤال عن مشاركة التكتل في الحكومة الجديدة إذا حصل تغيير حكومي، أشار عون إلى «أن المهم الآن هو وجوب التغيير، وعندما تستقيل الحكومة، يتخذ التكتل موقفاً». وسأل عما «إذا كان كل الذين في الوزارة يعتبرون حاجة إنسانية، وعما إذا كان الذين في الحكم أو خارجه هم الذين هدأوا الوضع»، معرباً عن اعتقاده بأن حال الحكم «ستكون أفضل عندما يكون الجميع داخل الحكم». ورأى أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان «لا تبشر بالخير إذا لم يرفع الحصار ويقدم أموراً جديدة». لكنه أبدى اعتقاده بأن أنان آت بأمور «جديدة وإيجابية».
وأشار إلى أن مقاربة بعض الأطراف للحوار بنفسية السيطرة والمزايدات السياسية وكسب الوقت أدت إلى عدم إعطاء الحوار نتيجة سليمة. وقال إن الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله «أعطى تطمينات حقيقية وكررها، وللسيد صدقية اختبرها الناس. والتطمين الأفضل كان سلوك حزب الله منذ سنة 1982، إذ إن سلاح الحزب لم يستعمل في الداخل ولن يُستعمل. لكن على الطرف الآخر ألا يبتز حزب الله، وأن يوافق على تأليف حكومة جديدة، وخصوصاً أن ثمة تغييرات أساسية حصلت على الأرض، وعلى المستفردين في السلطة أن يستخلصوا النتائج ويتصرفوا على أساسها، وأن يوقفوا المماطلة». وذكّر عون بأن البند الأول من اتفاق الطائف دعا إلى تأليف حكومة وحدة وطنية.
وفي دردشة مع «الأخبار» قال النائب سليم عون إن العماد عون أكد بوضوح رسالة التكتل بوجوب رحيل الحكومة. ولفت إلى التواصل الإعلامي بين السيد نصر الله وعون. وأعرب عن اعتقاده باحتمال حصول تغيير حكومي في المرحلة المقبلة «وخصوصاً أن الوضع لم يعد يحتمل».