جورج شاهين
قبل زيارة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى لبنان وبعده غاب المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني وحده عن الاجتماعين الأمنيين في السرايا الكبيرة، الأول عقد صباحاً برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، والثاني مسائي بحضور أنان وفريق عمله الدولي، وامتد الى عشاء العمل، في وقت حذرت فيه مراجع رسمية من ان يكون للأمر علاقة باستبعاد شخصيات أمنية رسمية من طائفة معينة.
الاجتماع الأول الذي عقد عند التاسعة صباحاً عقد برئاسة السنيورة وحضره نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر، ووزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت، قائد الجيش العماد ميشال سليمان، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ومدير المخابرات العميد الركن جورج خوري، واحتفظ اللقاء الثاني بالحضور عينه، بالإضافة الى أنان والفريق المرافق، وامتد الى عشاء عمل في السرايا استكمل خلاله بحث القضايا الأمنية والإجراءات التي تعهد لبنان القيام بها على الحدود البرية والمرافئ الجوية والبحرية إنفاذاً لمضمون القرار 1701، وسعياً لفك الحصار الإسرائيلي المستمر على لبنان.
وفيما كان الاجتماع الأول مخصصاً للتنسيق في الإجراءات التي سيقوم بها كل جهاز من الأجهزة الأمنية حسب مهماته، خصص الثاني لإطلاع أنان على الإجراءات التي بوشر بتنفيذها بالإمكانات المتوافرة في المرحلة الأولى، وما هو مطلوب من إمكانات للمرحلة الثانية.
وعلمت «الأخبار» أن الوزير المر أطلع المجتمعين مساءً على أن الجيش أنجز قبل ثلاثة ايام نشر 8000 ضابط وعسكري على طول الحدود اللبنانية ــ السورية بما فيها المعابر غير الشرعية من راشيا الى جرود الهرمل وتقاطعها مع مجرى النهر الكبير الجنوبي، و1500 ضابط وعسكري على الحدود الشمالية من العبودية على الساحل اللبناني ــ السوري وعلى طول مجرى النهر حتى وادي خالد، و1000 ضابط وعسكري على المرافئ البحرية اللبنانية. كما ابلغ المر بموجب الخرائط العسكرية وقائع انتشار 8000 عسكري في المنطقة الأمنية جنوبي الليطاني، مع الأشارة الى المواقع التي ما زالت تحتلها إسرائيل بشريط يمتد بعمق 3 كيلومترات في القطاع الشرقي وبعمق 8 كيلومترات في القطاعين الأوسط والغربي، وان قوات الاحتلال ما زالت تحتفظ بتسعة مواقع داخل الأراضي اللبنانية.
وفي الوقت الذي جرى فيه عرض الحاجات اللبنانية من أجهزة وأعتدة الكترونية متطورة وعد بها الجانب الدولي بموجب الهبة الألمانية لتعزيز نقاط المراقبة والتفتيش عن الممنوعات، وعد الجانب اللبناني بالاستعداد لتدريب العناصر اللبنانية على حسن استخدامها وعدم الحاجة للخبراء الأجانب.
وعلمت «الأخبار» من مصادر مطلعة ان المجتمعين تبلغوا بجهوزية قوات اليونيفيل للانتشار اليوم الثلاثاء في «منطقة عازلة» على طول خط المواجهة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا من بلدة الغجر الى سفح جبل الشيخ حيث مثلث الأراضي اللبنانية ــ السورية ــ الفلسطينية.