كامل جابر
ينهمك جنود العدو الإسرائيلي، منذ نحو أسبوع، في ورشة لافتة لنفض الغبار عن الأسلاك الشائكة الفاصلة بين لبنان وفلسطين المحتلة. وكانت فرق الجنود والمدرعات قد عمدت، خلال العدوان على لبنان، إلى اختراقها وتحطيمها على أكثر من محور ومستعمرة ومكان. تسبّب ذلك بأضرار بالغة في كابلات الاتصالات وأجهزة "التحسس" المتطورة التي كانت قادرة على تحديد مكان أي خرق في الأسلاك والحدود، وإرسال معلومات إلى فرق التدخل العسكريةولفتت مصادر متابعة إلى دوافع أخرى عند الإسرائيليين لإزالة الأسلاك الشائكة وتبديلها "بعدما اكتشفوا أن عناصر المقاومة، تمكنوا في خلال فترة العدوان، من الدخول عبر هذه الأسلاك والخروج من أكثر من موقع ومكان، من دون إنذار غرف القيادة العسكرية الإسرائيلية المراقبة، بالأمر. ويثبت ذلك فشل أجهزة التحسّس، أو اكتشاف المقاومين أجهزة تستطيع التشويش على أجهزة الإسرائيليين. كما يثبت أنّ جزءاً من عملية أسر الجنديين الإسرائيليين، لم تتمكن أجهزة الإنذار المبكر من تحديدها".
وإذ تعاطى عناصر المقاومة مع عمليات خرق الأسلاك بتجاهل كلّي، وتعاطى معها الإسرائيليون بالتالي بتعتيم إعلامي، فإن الاسرائيليين أنفسهم أدركوا ضرورة إيجاد أسلاك بديلة وأجهزة متحسسة أخرى. لذا أطلق الجيش ورشة من عمال استقدم بعضهم من القرى السورية والفلسطينية المحتلة، من حدود مستعمرة المطلة، جنوبي سهل الخيام، صعوداً نحو بساتين التفاح والدراق في المستعمرة، على تخوم كفركلا والعديسة.
ويقوم العمال بقطع الأسلاك والكابلات جميعها، ثم إزالة أعمدة الحديد التي توصل بينها، وكذلك القواعد الإسمنتية الأساس، وجرف كل ما تحتها، وتحضير الحدود لبديل جديد.
وتتوقع المصادر أن يبدأ الجيش بإنشاء شريط جديد متطور في الأسابيع القليلة المقبلة، فيما يستبدل ما يزيله حالياً، بأسلاك شائكة مؤقتة، تمنع أي "تسلل" باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.