جورج شاهين
حرص رئيس الوزراء العراقي السابق أياد علاوي والوفد الكبير الذي يرافقه، يضم 20 شخصية من الوزراء الفاعلين ورؤساء العشائر والشخصيات، على نقل تضامنهم الى اللبنانيين والإشادة بالوحدة التي واجه بها لبنان وشعبه المحنة الأخيرة، والاعتزاز بالانتصار الذي حققوه في مواجهة الآلة الإسرائيلية. وزار الوفد الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان. ماذا جرى خلال اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين؟
تحدّث بري بإسهاب عن النصر، وأشاد بالصمود على كل المستويات، وأشار الى الأجواء التي ظللت المقاومة والدعم الذي تأمّن لها على الجبهة الخلفية، ونصح العراقيين بمثلها لتفادي مشاريع الفتنة والعمل باتجاه الوحدة الحقيقية بين كل الطوائف. وتحدث عن المجازر الإسرائيلية التي شملت اكثر من “قانا”، وما عكسته الوحشية الإسرائيلية في كل لبنان والمرافق البرية والبحرية والجوية. وحرص بري على النصح بوحدة العراق أرضاً وشعباً، لافتاً الى ما فرضته المحنة العراقية من استعدادات لمنع مثيل لها في لبنان.
الرئيس فؤاد السنيورة عبّر عن اعتزازه بالزيارة في هذه الظروف، وأشاد بصمود اللبنانيين والمقاومين والتضامن بين اللبنانيين من مقيمين ومهجّرين، منوهاً بأهمية القرار 1701 الذي بات جزءاً من القانون الدولي، على أنه السلاح الأمضى لحماية لبنان من العدوان. وقال: رغم عدم تكافؤ القوى، انتصر اللبناني بصموده امام اعتى قوة عسكرية في المنطقة.
وقال السنيورة: “إننا امام فرصة لسلام حقيقي قد لا تتكرر مرة اخرى، داعياً الى تجنيب العراق اجواء الفتنة والعمل من اجل المصالحة الشاملة، آملاً أن يتجاوز لبنان المشكلات مع سوريا بما يضمن علاقات ندية بين البلدين الجارين”.
اما الشيخ قبلان، فتحدث عن تاريخ المجازر الإسرائيلية، لافتاً الى “مجزرة” ارتكبها المقاومون بحق 37 دبابة صهيونية في منطقة جنوبية واحدة، لكن اسرائيل حرقت الأرض ولم تقو على البشر. وشدّد على الوحدة المسيحية ــ الإسلامية التي عبّرت عنها القمة الروحية، ونوّه بالاجتماعات الشيعية ــ السنية التي عقدت وانعكاساتها الإيجابية على تطورات الوضع والصمود الأسطوري الذي حققه المجاهدون. وشجع العراقيين على الوحدة ونبذ المذهبية وعدم التمييز بين العشائر ضماناً لعراق موحد وقوي في مواجهة الفتنة التي ارادها البعض للعراق. كما حذّر من وجود الموساد الإسرائيلي في بعض المناطق العراقية ومخاطر تحقيقهم اي نجاح فيه. واقترح تأليف هيئة عراقية لمواجهة المؤامرة التي تحاك ضد العراق.
اما علاوي، فلفت الى الأسباب التي دفعته ورفاقه إلى الزيارة ولخصها بعبارة: من اجل اعلان التضامن مع لبنان والتهنئة بالانتصار الذي يجب أن يفخر به كل لبناني. ونوّه بالوحدة الداخلية وتجاوز مخططات الفتنة التي حاول العدو زرعها بالقذائف والقنابل الذكية والتدمير المنظّم لقدرات اللبنانيين، متمنياً أن تنجح الدولة في بسط سلطتها على كامل اراضيها.
اما عدنان الباجه جي الرئيس العراقي السابق، فأشاد بأسطورة الصمود اللبناني داعياً الشعب العراقي الى التمثل بالوحدة اللبنانية ونبذ الفتنة والتشبه بالشعب اللبناني في الكثير من المزايا التي افرزتها الحرب الهمجية.
ويلتقي الوفد العراقي اليوم الرئيس اميل لحود والمفتي محمد رشيد قباني والرئيس امين الجميل والنائب سعد الحريري وشخصيات اخرى إلى مائدة غداء، وقد يلتقي البطريرك نصر الله صفير في الديمان اذا سمحت الظروف بذلك.