كارل كوسايتفقّد الكاتب والإعلامي تييري ميسان والممثل الكوميدي ديودونّيه لبنان ما بعد العدوان، ضمن وفد فرنسي علماني ويساري، غير سياسي، لنقل الصورة إلى شعبهم. الشخصيتان معروفتان بنضالهما ضد السياسات الأميركيّة والصهيونية في العالم.
يقول ديودونّيه إنّه يزور لبنان للتأكّد بأمّ عينه ممّا خلّفته الحرب الصهيونيّة على لبنان. ويصف ما رآه على الأرض في الضاحية قائلاً: «رأيت أشياء لم أكن أتوقّع أن أرى مثلها في حياتي. لم ينقل لنا الإعلام الأوروبي مشاهد الخراب بواقعيتها، بل اكتفى بتعامله مع الأحداث، بتصوير واقع آخر. كأن ترى فقط منزلين مدمّرين في الجنوب. الحرب في الإعلام الأوروبي لم تطأ العاصمة والمدن». ويؤكّد ديودونّيه بأن هذا التضليل نتيجة حملة إعلامية لمؤازرة المستفيدين والمتضامنين مع «دولة إسرائيل». تأثّر كثيراً بتصرفات المواطنين اللبنانيّين الذين التقاهم في الضاحية: «حيويّة، تطوّع، سعادة، تفاؤل» بعد كل ما أصابهم.
هدف آخر من زيارة ديودونيه إلى لبنان هو مناقشة إمكان عرض عمل مسرحي له، معاد صياغته ليلائم الوضع الدولي الراهن، في كانون الأول المقبل. يفكّر في إعادة عرضه، بعد لبنان، في «إسرائيل»، إن أمكن، لأن الفنّ رسالة سلام واسعة الأفق قبل كلّ شيء، ولنقول ما يحجبه عنهم حكّامهمما اكتشفه كذلك هنا هو « تضامن شعب لبنان كله مع حزب الله، وتآزر الشعب الذي لم نكن نسمع عنه في بلادنا».
وعن تهم موجّهة له بمعاداة الساميّة، يقول: «أنا علماني، لا أؤمن بالأديان، رغم احترامي لمعتنقيها، ولا أميّز بين مسيحي ويهودي ومسلم وملحد». يتوجّه خطاب ديودونيّه الفني إلى كل رغبات المظلومين والمستضعفين على الأرض. وينقل رسالة إلى بوش وأنان «فلتتقاعدوا... لقد عملتم كثيراً وتعبتم»، مطمئناً اللبنانيين: «العالم كله معكم».
بدوره، أنشأ تييري ميسّان موقعاً الكترونيّاً مع زملاء له، إثر أحداث اا أيلول، ليُري الناس كيف أن الولايات المتحدة هي المستفيدة مما تعتبره «مآسيها»، عقب شنها حرباً شاملة باسم مكافحة الإرهاب. زاد احتراماً لحزب الله بعد هذا النصر والزيارة. «كوني علمانياً، كنت مؤمناً بإمكان نسج علاقات مع كل التيارات من دون أي أحكام مسبقة».
سُرّ لملاقاة العماد عون مجدداً هنا، وفوجىء بانفتاحه على سوريا والأطراف كافة، مستغرباً: «كيف لا يؤخذ بحكمته وتُهمَّش آراؤه وهو القائد الفذّ؟». موقع « VOLTAIRENET.ORG» الذي أسسه تييري ميسّان لا يدين سياسات أميركا والأمم المتحدة، بقدر ما ينقلها إلى الرأي العام ليدينها بنفسه. فالموقع لا يتردد في كشف كل الحقائق وتقديمها كما هي. ويضرب مثلاً: «في حرب لبنان الأخيرة، حلّلنا كيف حُضّر لها منذ زمن، مشيرين إلى عدم موضوعيتها. فانخفضت شعبية جرائد أوروبية كبرى وقلّت مبيعاتها، بعد أن اكتسب الموقع مصداقية كبرى لدى الناس، مع الأيام».