طرابلس ـــ عبد الكافي الصمد
لا يُتوقع أن تواجه السنة الدراسية المقبلة في الشمال، التي ينتظر لها أن تبدأ منتصف شهر تشرين الأول المقبل، أي عوائق جديدة في انطلاقتها، باستثناء تلك التي تواجهها تقليدياً كل عام. وسيُعمل على تذليل هذه العوائق ضمن إطار يأخذ بعين الاعتبار الأوضاع العامة في البلاد، وما خلّفه العدوان الإسرائيلي على لبنان من تداعيات لم تستثن قطاعاً من القطاعات.
فالأضرار التي أصابت القطاع التربوي في الشمال جرّاء العدوان الإسرائيلي، بقيت في نطاقها الضيّق، حيث لم تتضرّر بصورة مباشرة سوى مدرسة الحيصا الرسمية في عكار، التي تصدّعت جدرانها وانهار قسم من سقفها، فضلاً عن تكسر زجاجها وتخلّع أبوابها، وتضرر محتوياتها، إضافة الى تكسر الزجاج الذي لحق بالمدرسة الرسمية في حلبا، نتيجة القصف الذي تعرضت له الطرقات والجسور القريبة من المدرستين المذكورتين.
انطلاقا من ذلك، تسير وتيرة العمل في دوائر المنطقة التربوية في طرابلس بصورة طبيعية، ويعكف المسؤولون فيها على إعداد برامجهم قبل انطلاق العام الدراسي المقبل، إضافة الى الازدحام الذي تشهده الدائرة هذه الأيام نتيجة حشود الطلاب الناجحين في الامتحانات الرسمية الآتين من أجل الحصول على نسخ من شهاداتهم الرسمية.
في مقابل ذلك "ينتظر ألاّ يأخذ التقرير الذي طلبه وزير التربية عن الأضرار التي أصابت المدارس الرسمية في الشمال، حيزاً كبيراً من الجهد والوقت"، حسب رئيس المنطقة التربوية حسام الدين شحادة، الذي أشار الى أن "مستشارين للوزير عكفوا منذ بداية الحرب الأخيرة، بالتعاون معنا، على تزويده بكل المعلومات المطلوبة في هذا الشأن".
ولفت شحادة الى أن "العام الدراسي المقبل في الشمال، لن يتأثر كثيراً بتداعيات الحرب، إلا لناحية تأخير انطلاقته بضعة أيام، بعد القرار الذي اتخذه وزير التربية بهذا الشأن"، موضحاً أن "القرار القاضي بوقف المناقلات داخل الهيئة التعليمية هذا العام بصورة استثنائية، سيجعلنا نتعاطى مع الموسم الدراسي المقبل انطلاقا من هذا الأساس". وأمل شحادة أن "ينال الشمال حصّة من المساعدات التي ستعطى للقطاع التربوي، بعد الخطّة التي أعلن عنها وزير التربية، والتي أوضح فيها أنّ هذا القطاع يحتاج الى ما لا يقل عن 85 مليون دولار، من أجل إعادة بناء المدارس المهدمة، أو المتضررة نتيجة العدوان".