strong>رأى وزير الاعلام غازي العريضي أن هناك صعوبة كبيرة في تشكيل حكومة جديدة. وأكد حصول عمليات تهريب أسلحة من سورية إلى لبنان. وقال إن النائب وليد جنبلاط استُفز من قبل النائبة الإسرائيلية فجاء رده المسجل في وسائل الاعلام. ونفى أن يكون جنبلاط قد أتى على ذكر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله
¶ قلت في تصريح أخير لك ان اميركا شريكة في الحصار الاسرائيلي على لبنان، لماذا لا تقدم الحكومة على اتخاذ موقف يعبر عن استيائها من واشطن كرفضها قبول المساعدة المالية التي «منّ» بها الرئيس بوش علينا؟
- انا اعطيت رأيي الشخصي ولم اقل هذا الكلام باسم الحكومة، اعتبر ان الادارة الاميركية شريكة في الحرب من خلال دعمها لاسرائيل، ومن خلال التغطية التي اعطتها لها واتاحة الفرصة الدائمة لها في التفاوض علها تستطيع ان تحقق شيئاً من الاهداف التي اعلنت عنها عندما شنت الحرب علينا. كانت سياسة هروب الى الامام في عملية اعطاء هذا الوقت للاسرائيليين وعندما وجدوا ان كل المحاولات التي قام بها الجيش الاسرائيلي لتحقيق مكاسب عسكرية على الارض باءت بالفشل بدأت عندئذ الاتصالات والحركة الاميركية المكثفة لانتاج قرار في مجلس الامن واخراجه بما يحفظ المصلحة الاسرائيلية وينقذ ايهود اولمرت. ولذلك عندما وافق مجلس الوزراء على القرار 1701، تحدث عن تحفظات عليه لانه لم يأت مطابقاً للنقاط السبع التي أقرت بالاجماع في مجلس الوزراء، وانطلقت من مؤتمر روما. رأيي الشخصي وتحليلي عبرت عنهما داخل مجلس الوزراء اكثر من مرة. في التفاوض بين الدول ثمة اسلوب في الحركة الديبلوماسية مختلف عن اسلوب «الهجوم المباشر» ومع ذلك قلت اذا استمر هذا الوضع فلا بد من اتخاذ قرار في مجلس الوزراء. كلام الرئيس السنيورة مع المسؤولين الاميركيين كان كلاماً شديداً وعالي النبرة. واستطيع ان اؤكد هذا الامر. كذلك كلام الشيخ سعد الحريري، من خارج الحكومة، مع المسؤولين الاميركيين لم يقل حدة، وهذا شيء ايجابي ومهم جداً لأنه يؤكد اكثر على مسؤولية اميركا في هذا الموضوع من جهة، وعلى وحدة الموقف اللبناني في مواجهته من جهة اخرى. وما سمعه أنان من الرئيس السنيورة ومن الوزراء الذين اجتمع معهم في السراي اعطى الاولوية للحصار، وأشار بوضوح الى ضرورة ممارسة الضغوطات المطلوبة على الاميركيين والاسرائيليين، والشيء الايجابي الذي ظهر اخيراً ما ادلى به انان في اسرائيل حيث اعتبر الحصار اذلالاً واهانة للشعب اللبناني وهو امر مرفوض. وقد أخذنا نسمع بمواقف دولية ابرزها للرئيس الفرنسي والمستشارة الالمانية اللذين دعوا الى مؤتمر صحافي مشترك الى رفع الحصار فوراً لان هذا الامر انتهاك للقرار 1701.

¶ الا تشعر باهانة حين يعطي الرئيس بوش لبنان مساعدة مالية ونقبل بهذه المساعدة في الوقت الذي يعطي فيه اسرائيل القنابل لتدمرنا؟
- لا ابالغ في هذه المسألة. حصل زلزال في ايران، عرضت مساعدات اميركية والامر نفسه حصل مع كوبا. هذه امور تحصل بين الدول ولكن نعم شعرت باهانة وعبرت عن ذلك. وانا ايضا لا اقبل حتى حجم هذه المساعدة. لقد رفضت هذه المساعدات وادليت بتصريح اكثر من مرة بهذا الخصوص قبل ان يقرروا ال240 مليون دولار و25 الف طن طحين، كان الاتجاه على لسانهم انهم سيعطون 10 ملايين دولار للجيش اللبناني. يطلبون من الجيش اللبناني القيام بمسؤوليات وتحمل تبعات واعباء ومهمات كبيرة لملء فراغ واحيانا كانوا يقولون لنزع سلاح وكل ذلك ب10 ملايين دولار، هذه اهانة ونصف. هذا الامر غير مقبول. الاهم الآن اطلاق رسمي لصندوق دعم عربي ودولي للبنان والتزام من هذه الدول بمساعدة لبنان. هذا هو الاهم، واعادة قيامة لبنان وانطلاق لبنان في مسيرة اعادة بنائه واعماره.

¶ ذكر في تل ابيب ان رئيس الحكومة يربط مسألة رفع الحصار بتسليم الجنديين الاسرائيليين الاسيرين لدى حزب الله؟
- هذا الامر غير وارد. نحن نلتزم بدقة تطبيق القرار1701 الذي لا يقول ذلك. هذه عملية مناورة وكذب وابتزار وتحايل تمارس من قبل رئيس الحكومة الاسرائيلية لحسابات داخلية بالدرجة الاولى، اضافة الى الحقد علينا. مرة يقولون بنشر القوات الدولية على الحدود السورية - اللبنانية. ومرة ثانية يشترطون وجود القوات الدولية في المطار والمرافئ. ومرة ثالثة «استكمال نشر القوات الدولية على الحدود». ومرة رابعة «اطلاق سراح الاسرى». المسألة ليست كذلك. جاء الامين العام للامم المتحدة وقال ان القرار1701 لا يتحدث عن نشر قوات دولية على الحدود السورية - اللبنانية. من اين اخترعها اولمرت؟! انتشار القوات الدولية في الجنوب اللبناني، من يمنع انتشارهم؟ هناك الآن 5 الاف عنصر قبل ان تأتي القوات المعززة من الخارج. اسرائيل التي تتمسك باحتلال عدد من المواقع اعاقت انسحاب هذه القوات ومنعت انتشار الجيش واستمرت في القتل والاعتداء وفي التوغل والانزال. كان الاتفاق ان يعلن فك الحصار فورا بعد اعلان موافقة الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية على القرار. هذا لم يحصل من الجانب الاسرائيلي.

¶ هناك من يطالب بتغيير الحكومة وتشكيل حكومة وفاق وطني. لماذا لا تشكل مثل هذه الحكومة؟
- بالنسبة لي وثيقة الطائف هي وثيقة الوفاق. فلنسأل: هل خرجت الحكومة عن وثيقة الوفاق الوطني؟. اذا كان نعم فلنناقش اين خرجت هذه الحكومة على وثيقة الوفاق الوطني؟ بشهادة الجميع في كل العالم العربي والاسلامي والدولي وحتى الرأي العام. مع احترامي وتقديري لبعض الآراء التي صدرت وهنا لا اتحدث عن السيد حسن نصرالله، اذ انه اشاد اكثر من مرة بجهود الحكومة وبدور الحكومة في ادارة عملية المواجهة في الحرب. وفي مواجهة الحرب اعتقد ان رئيس الحكومة كان منفتحا وعلى اتصال وتشاور مع كل القوى السياسية الاساسية في البلاد حتى التي هي خارج الحكومة. من هنا كان على تواصل دائم مع العماد ميشال عون من خلال موفدين واتصالات هاتفية يقومون بوضعه في صورة ما يجري احتراما وتقديرا لموقع هذا الرجل. كما ان كل القرارات التي صدرت عن الحكومة منذ تشكيلها حتى الآن وخصوصا في مرحلة الحرب اخذت بالاجماع. قرار واحد لم يؤخذ بالأجماع هو يوم التصويت على المحكمة الدولية وتوسيع التحقيق، ولذلك ملابسات لا أريد العودة اليها. المسالة الاخرى ما هو مفهوم الوفاق الوطني اذا كان خارج هذا الاطار؟ نحن اتفقنا على طاولة الحوار بالاجماع، ولم تنفذ بنود عديدة اتفقنا عليها بسبب الخلافات السياسية القائمة.
فعليا لا يوجد أجماع على استكمال آلية التطبيق، إن كان السلاح الفلسطيني وتحديد مزارع شبعا أو العلاقات اللبنانية السورية او المحكمة الدولية. يعني البنود الأربعة التي اتفقنا عليها انا لدي احياناً آراء خاصة أطرحها على طاولة مجلس الوزراء وخارج المجلس ولدي ملاحظات كثيرة على أداء الحكومة، ونحن لدينا الكثير من الأخطاء وغيرنا لديه الكثير من الأخطاء. نحن خرجنا من الحرب على الشكل التالي: هناك رئيس حكومة وضعه مهتز في اسرائيل فيما هنا في لبنان رئيس حكومة متماسك وحكومة متماسكة. في اسرائيل وحدة متصدعة وهنا تماسك ووحدة وطنية حقيقية. هناك جيش سقطت سمعته وهنا جيش يلتف الناس حوله. في اسرائيل نقاش حول عدد من المسائل حول هيبة الجيش وصدقيته سقطت بينما هنا احتضان للمقاومة التي أثبتت دورها وموقعها. تعالوا نستفيد من هذه الوضعية التي نحن فيها. النقاش حول تغيير الحكومة في ظل الوضع القائم يأخذ البلد الى نقاش آخر نتيجة تعقيدات البلد وحساسياته والحسابات المختلفة. النقاش حق وطرح التغيير حق وانا أحترمه. ولكن أقول لماذا نأخذ البلد الى مكان آخر.
هناك صعوبة كبيرة بتشكيل حكومة جديدة نتيجة الخلافات في الداخل. هل الاولوية الآن لتغيير الحكومة ام لاستكمال المواجهة في هذه المعركة؟ طرح تشكيل حكومة جديدة الآن ليس في مصلحة لبنان ولا في مصلحة استقراره، دون ان اشكك في نوايا هذا او ذاك.

¶ قلت بعد جلسة مجلس الوزراء الاخيرة ان السلاح الذي يأتي عبر سوريا ليس فقط لحزب الله ولكن هناك سلاحا لقوى وتنظيمات أخرى. الأمر الذي ردت عليه دمشق بالقول انها لا تصدر الا الخير للبنان طالبة الكشف عن السلاح الذي يجري ضبطه وعن مهربيه بالصوت والصورة؟
- انا اولا اؤكد انني لا اتمنى الا كل الخير لسوريا ولكن ليس سرا ان ثمة اسلحة جاءت من سوريا الى تنظيمات فلسطينية وبعض التنظيمات اللبنانية. وهذا الامر كان مدار نقاش في البلد على فترة طويلة. عندما قلت هذا الكلام، كنت اجيب على مسألة الاجماع الذي يتحدث عنه المسؤولون السوريون. استشهدت بطاولة الحوار وما تم التفاهم عليه بالاجماع ومن ضمنه مسألة الحدود. لعل موضع السلاح كان موضع نقاش. انا لا مانع لدي ان يكشف عن كل شيء، بل طالبت ان يعلن كل شيء على كل المستويات وفي كل المناطق اللبنانية هذا امر مريح ويعطي انطباعا جيدا عن عمل المؤسسات ويطمئن الناس. لكن في المبدأ عندما تحدثنا حول طاولة الحوار وبالاجماع لو لم يكن هذا الامر مطروحا كمشكلة لما طرح على طاولة الحوار. كل ما نريده احترام هذه الحدود وعدم التدخل بالشأن الداخلي من الجهتين. عندما اتحدث عن الطائف فأنا ملزم بكل بند فيه. عندما اتحدث عن الاجماع على الحوار فانا ملتزم بكل نقطة اتفقنا عليها على طاولة الحوار بما فيها البند المتعلق بالعلاقات اللبنانية - السورية. ولكن في الحقيقة هناك من استقوى بسورية في مرحلة معينة، ولا ننسى قتل المسّاح اللبناني، واليوم الذي قتل فيه جندي ثان من الجيش. وحتى العماد عون قال ان السلاح الذي استخدم معادٍ للبنان. السلاح الفلسطيني اتفقنا على سحبه ولم نتفق على استخدامه لهذا الغرض أو ذاك. كنا نريد سحبه من داخل المخيمات وبتنا نراه داخل الجنوب. وقبل الحرب اطلقت صواريخ من هناك.

¶ يسجل على الوزير العريضي انه لم يتدخل ولم يتعاط في التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لكنك وفي معرض ردك على الخطاب الاخير للرئيس بشار الاسد وجهت اصابع الاتهام الى القيادة السورية. على ماذا استندت؟
- انا قلت ان هذا الاتهام مبني على تقرير لجنة التحقيق الدولية وقلت «يبقى المرء متهما الى ان تثبت البراءة». لست انا من قدم التقرير الدولي وانا ما زلت عند موقفي. انا كمواطن وكمتابع وكسياسي وكقارئ هل استطيع ان اتجاوز اتهاما موجودا في تقارير للجنة تحقيق دولية؟ هذا التحقيق لم ينته بعد. كل ما اطلبه ان تتعاون سوريا مع لجنة التحقيق الدولية وان تنهي هذه اللجنة عملها وان لا يكون اي ضغط او مناورة من اي جهة من الجهات لتقول هذه اللجنة الحقيقة.

¶ ما حقيقة ما جرى بين النائب وليد جنبلاط والنائبة الاسرائيلية؟
- الحقيقة في البيان الذي صدر عن مكتب وليد بك.

¶ سبق لملكة جمال لبنان ان لوحقت من قبل القضاء اللبناني بسبب التقاطها صورة مع ملكة جمال اسرائيل، ما الذي يحمل النائب جنبلاط على الحديث مع نائبة اسرائيلية؟
- الرئيس بشار الاسد صافح الرئيس الاسرائيلي فهل نلاحقه. لا مصافحة ولاشيء. لقد استفز وليد بك بسؤال لانه كان ينتقد اسرائيل، والرواية واردة بوضوح. اسرائيل تريد ان تستغل هذا الامر وهذه ليست المرة الاولى. سربوا من موقع اسرائيلي ان الوزير حمادة أعطى المعلومات لاسرائيليين عن مكان وجود الامين العام لحزب الله واتت اسرائيل وقصفت. طلع السفير الاسرائيلي في نيويورك واستشهد بكلام لمروان حمادة والياس عطالله ومرة ثانية لوليد بك. هل بات هؤلاء في خانة اسرائيل. انا وانت وغيرنا نستشهد مئة مرة بصحافي اسرائيلي لندلل على وضع داخلي في اسرائيل، هل يعني هذا انهم يعملون لدينا؟ ما استطيع تأكيده، لم يأت وليد جنبلاط على ذكر السيد حسن وكان كلامه في منتهى الدقة. وحتى في النقاش الحملة كانت على اسرائيل، طبعا هناك مشكلة مع سوريا، قال وليد جنبلاط هذا الكلام. اذا اردنا البحث عن مسائل من هذا النوع لزيادة الشرخ فهذا سيؤدي الى تدمير الانتصار وليس الى تثمير الانتصار.

¶ لكن جنبلاط لم ينتقد سوريا فحسب بل هاجم الرئيس الاسد بعبارات نابية.
- هذا غير صحيح. تحدث بكلام سياسي عن تقاطع مصالح بين الاسرائيليين والسوريين على الساحة اللبنانية كما صدر في البيان.


غازي العريضي متكلم بارع وسريع البديهة. جوابه عند «الحشرة» معروف: «ما حدا يزايد علينا». غضبه من الادارة الاميركية التي يتهمها بتغطية الحصار ليس بجديد. سبق أن حرمته العودة إلى وزارة الاعلام فاتجه صوب الثقافة، كما رفضت أعطاء «وليد بك» تأشيرة دخول إلى «جنتها»... اليوم لا يشبه البارحة.