strong>أنان تعهّد رفع الحصار خلال أيام... وكنا في غنى عما يؤدي بنا إلى الخضوع للقرارات الدولية
دعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة المطالبين بحكومة اتحاد وطني الى أن يخيطوا بغير «هالمسلة»، مؤكداً أن الحكومة الراهنة باقية و«لا استقالة ولا تغيير». ورفض الدعوات الاسرائيلية الى المفاوضات المباشرة

عقد الرئيس فؤاد السنيورة مؤتمراً صحافياً في السرايا الحكومية أمس تحدث فيه عن المرحلة الثانية من آلية دفع المساعدات التي ستقدمها الدولة الى المتضررين خارج منطقة الضاحية الجنوبية، في مناطق الجنوب والبقاع والشمال وجبل لبنان مؤكداً «أن الحكومة لن يهدأ لها بال إلا بعد الاطمئنان الى أن كل عائلة ستحصل على بيت».
ولفت الى أن المشكلة في الضاحية تختلف عن غيرها من المناطق الأخرى بسبب أمور عدة لها علاقة بنوعية البناء وطبيعته وبالطبقات والحقوق المشتركة والمخالفات، مشيراً الى تأليف لجنة خاصة من إدارات الدولة المعنية لإجراء دراسة متأنية لحجم الدمار. وقال: «بحسب الاحصاءات هناك تقريباً 130 ألف وحدة سكنية في لبنان بين مدمر بالكامل ومتضرر في شكل كبير الى وسط والى قليل، ومنها تقريباً 50 ألف وحدة سكنية في منطقة الضاحية والبقية في كل مناطق الجنوب والبقاع الغربي والبقاع الشمالي والشمال وجبل لبنان»، معلناً أنه «سيُعتمد مبلغ مقطوع لكل وحدة سكنية مدمرة بشكل كامل بقيمة 50 مليون ليرة تضاف إليها 10 ملايين ليرة بدل أثاث وتجهيزات داخلية. أما المنازل غير المدمرة بشكل كامل فإن أصحابها سيحصلون على مساعدة تعادل نسبة الأضرار قياساً الى المبلغ الاجمالي».
وأشار الى أن «الدولة عازمة على استقدام منازل جاهزة ووضعها في تصرف الناس الذين فقدوا منازلهم، ووضعها في مناطق سكنهم، وهي تعمل على فتح الطرق وبناء الجسور، وأن مجلس الجنوب ينشط في المنطقة التي ينشط فيها عادةً لإزالة تداعيات الحرب».
ولفت السنيورة الى «أنه تم إنجاز المدرج الشرقي الرقم 17 في مطار رفيق الحريري الدولي وترميمه وتصليحه، وأن المدرج الغربي الرقم 17 قيد التصليح وسيكون جاهزاً للاستعمال خلال ثلاثة أيام. أما ممرات الطائرات فإن أكثرها سيكون جاهزاً خلال أيام. ويبقى ما هو في طريقه الى الإنجاز وهو المدرج الغربي الرقم 16 وخزانات الوقود التي سيصار إلى الإسراع في إصلاحها بهبة من إحدى شركات سي. سي. سي. اللبنانية».
وكشف رئيس الحكومة أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان تعهد رفع الحصار عن لبنان مؤكداً أنه سيتمكن من ذلك خلال أيام.
واعتبر أن «مؤتمر ستوكهولم بداية برنامج شامل لإعادة البناء على المدى الطويل ما يمهد الطريق أمام مؤتمر أوسع للمانحين يساعد على مواجهة العبء الثقيل الذي تخلفه خدمة الدين وسيعقد في وقت لاحق».
ورداً على سؤال عن الحديث عن حكومة اتحاد وطني قال السنيورة: «أنا أحترم هذا المطلب لكن نحن في نظام ديموقراطي وليس معنى ذلك أن نربط اتفاق الطائف بحكومة وحدة وطنية. وهنا أريد أن أطمئن جميع الناس الى أن الحكومة باقية وليست هناك أية استقالة ولا تغيير ما دامت تتمتع بثقة المجلس النيابي، وما دامت اللعبة الديموقراطية تأخذ مجراها. الحكومة باقية ونضع تحتها عشرة آلاف خط تشديد. فليرتح كل الذين ينادون بغير هذا الأمر وليخيّطوا بغير مسلّة».
وعن الدعوات الاسرائيلية الى إجراء مفاوضات مع لبنان أكد أن «موقفنا ممثل بالنقاط السبع ونحن ملتزمون بها. وقد وافق على هذه النقاط ليس فقط اللبنانيون وحكومتهم إنما المجتمع الدولي وكل العالم أيضاً. لن يكون هناك أي اتصال مباشر على الإطلاق مع اسرائيل ولن نسعى لأي اتفاق من قريب ولا من بعيد الى أن يتم السلام الشامل والعادل بناءً على المبادرة العربية التي على أساسها أكدنا أن لبنان آخر بلد عربي يوقع اتفاق سلام مع اسرائيل».
وعن دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الرئيس السنيورة للقيام بما قام به الرئيس الراحل رفيق الحريري بجولة في العالم لمساعدة لبنان، قال: «ليست هناك جهة كان يمكن الاتصال بها ولم يتم ذلك، الجهد الذي بذلناه لا يمكن أحداً أن يبذله».
ورداً على سؤال قال «إننا بلد يحترم التزاماته الدولية وسنستمر بذلك ونعتقد بأننا نحظى عندئذ باحترام أنفسنا لأنفسنا. فعندما وافقنا على القرار 1701 كان علينا أن نعلم بأن لهذا الأمر تداعيات، وبالتالي لن يكون أمام لبنان غير الموافقة على الـ1701، كفى مزايدات والذي يريد إجراء هذه الخطوة يجب أن يعرف أنها ستقوده نحو الالتزام بالقرارات الدولية. ما كان أغنانا لو أننا قمنا بعمل يؤدي بنا الى أن نكون خاضعين للقرارات الدولية». وشدد على الالتزام بالقرارات الدولية «وسنظل نقف ضد اسرائيل ونواجهها ونتهمها بعدم الالتزام بالقرارات الدولية».
وفي الذكرى الـ 28 لغياب الإمام موسى الصدر قال السنيورة «نفتقد بغيابه الإمام الرائد في الدفاع عن لبنان المتنوع المؤمن بالعيش المشترك بين طوائفه وعائلاته. الإمام الذي نظر إلى البعيد ونادى بالاعتدال والحفاظ على لبنان رسالة وقدوة في المنطقة»، مؤكداً «تمسكنا بمعرفة حقيقة اختفاء الإمام».
وفي الختام وزع بيان عن تقديمات الهيئة العليا للإغاثة في خلال العدوان الاسرائيلي.
وبعد انتهاء المؤتمر الصحافي غادر السنيورة بيروت متوجهاً الى ستوكهولم على رأس وفد رسمي مباشرة من مطار رفيق الحريري الدولي بعد اتصالات أجرتها الأمم المتحدة ما مكّن الطائرة الخاصة لرئيس الحكومة من التوجه الى السويد مباشرة. وغادر معه الوزراء فوزي صلوخ، جهاد أزعور، سامي حداد، نايلة معوض، محمد خليفة، يعقوب الصراف، خالد قباني، ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر .
(وطنية)