فداء عيتاني
يطـــالـــب النـــائب من كتلة المستقبل وليد عـــــيدو حزب الله بمــــتابعــة ما بدأه الامين العام للـــحزب، «النــــقد الذاتي» كما يصفه عيدو.
نائب بيروت يثير الدهشة لمن اعتاد مشاهدته على شاشة التلفزيون، اذ إنه لا ينفعل امام اي سؤال مهما بلغت جرأته، وهو لا يرى أن تحالف 14 آذار يشهد تشققاً. «ربما يأتي السؤال بسبب ما صدر عن الزميلين سمير فرنجية والياس عطا الله والزميل السابق فارس سعيد، وعُدّ خروجاً عن 14 آذار. أعتقد أن هذا التحالف متين وقائم ويستند الى الكثير من المعطيات».
ويؤكد عيدو، بصفته نائباً عن تيار المستقبل، أن «الكلام عن انشقاق غير حقيقي وغير واقعي»، مشيراً الى أن «هناك اهدافاً لم تساعد الظروف على تحقيقها، منها استقالة رئيس الجمهورية».
ويجيبك بسؤال عن انتقال التحالف الى القتال التراجعي: «اين هو القتال التراجعي؟ خفض الصوت باستقالة رئيس الجمهورية مرتبط بالتطورات، لكن هذا لا يعني التسليم بشرعية الرئيس، ويزيد موقفنا صلابة تبني العالم له. الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، الذي يمثّل رمز المجتمع الدولي، أتى الى بيروت ولم يقابل الرئيس. دستورياً، لم نستطع اقالة (اميل) لحود، أو أن ندفعه الى الاستقالة، لكن هذا لا يعني أننا نسلّم بوجوده».
ويرى عيدو أن «إسقاط الحكومة في الشارع ليس عملاً دستورياً، وهذا موضوع حساس لأن في مقابل كل شارع شارعاً». هل هذا قرار من 14 آذار باستخدام الشارع؟ يجيب: «أستبعد استخدام الشارع لتغيير الحكومة. عندما يحدث ذلك فلكل حادث حديث، وطبيعي أن قوانا في الشارع يمكن ان تكون مؤثرة، وهي فاعلة وهي الاكبر. ونعتقد أن الشارع لنا لا لغيرنا».
اما اساس الطرح في التغيير الحكومي، فيدفع عيدو الى التساؤل «لماذا؟ الحكومة ليست مؤسسة في فراغ، والدور الذي أدّته الحكومة حظي بنجاح تام» مشيراً الى تحقيقها إنجازات اكبرها حماية الشارع من الانقسامات، ودعم المقاومة، «والمعركة الديبلوماسية التي خضناها وتجلّت في تغيير مشروع القرار الفرنسي ــ الاميركي الاساسي».
يوافق نائب بيروت على الكلام عن ضرورة وضع خطة لبنانية لتنفيذ القرار 1701، لكن ذلك لا يستدعي تغييراً حكومياً، لأن «الطرف الاساس المعني بالحرب وما بعدها، وهو حزب الله، موجود في الحكومة الحالية، وعلى ضوء النجاحات الحكومية أرى أن تغيير الحكومة عملية شكلية، ولا يمكن أن نخاطر بتغيير الحكومة في حين تقوم بدورها». فالحكومة الحالية في رأيه «حكماً حكومة اتحاد وطني. ولا أعتقد أنه ستكون للتيار اضافة اذا تمثّل في الحكومة، ولا ينتقص منه عدم تمثيله».
ماذا عن حزب الله؟ يجيب عيدو: «السيد حسن نصر الله قال بطريقة غير مباشرة: ليتنا لم نقم بهذه الحرب لأننا لم نتوقع حجم الخسائر. أتمنى على حزب الله متابعة ما بدأه نصر الله من نقد ذاتي للحرب. وبما نعرف عن الحزب من وعي وشعور بالمسؤولية، فإن المطلوب منه ممارسة النقد الذاتي ليرى هذه الحرب بميزان علاقته بالدولة وبالمؤسسات والمستقبل وسوريا وإيران»، ويضيف: «لم نسمع أي صوت ولا نسمح بأن يكون هناك اي صوت يسأل لماذا العداء مع اسرائيل، نحن نريد الحرب لكن من خلال موقف عربي (موحّد)».
يؤكد عيدو أن لا سياسة تخوين لدى 14 آذار: «المهم ألاّ يضع الحزب نفسه في تصرف مشروع ليس لبنانياً، اما ما يقال عنّا من أننا في خدمة المشروع الاميركي، فأنا اطلب إثبات هذا الامر، نحن كنا ضد المشروع الاميركي لما فيه مصلحة لبنان وحزب الله، وأجزم بأن اجندتنا لبنانية ولا قرار يملى علينا لا من اميركا ولا من غيرها».
الحديث عن الفتنة بالنسبة الى عيدو غير ذي معنى، «الوحدة الداخلية مصونة، والوحدة السنية ــ الشيعية اكثر مناعة مما يتصور كثيرون، وهذا موقف لمسناه داخل الطائفة الشيعية، وأؤكد أن داخل الطائفة السنية ليس هناك صوت واحد يتحدث بلسان انشقاقي». اذاً، التحذيرات من الفتنة «تأتي من اناس لا يعرفون نبض الشارع الوطني او الاسلامي».