فاتن الحاج
تتّجه الأنظار إلى العاصمة السويدية ستوكهولم حيث ينعقد اليوم مؤتمر المانحين الدوليين لمساعدة لبنان. تنتظر المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (الأونيسكو) من المؤتمر تمويل مشاريع دعم القطاع التربوي، ومنها مشروع أعدّته المنظمة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ووزارة التربية، لمعالجة الآثار النفسية والاجتماعية للعدوان الإسرائيلي على الأطفال.
تسعى الجهات الثلاث إلى تنفيذ مشروعها قبل بداية العام الدراسي. وتبدو مديرة مشروع الإنماء التربوي في الوزارة ندى منيمنة متفائلة حيال التمويل والتنفيذ الذي سيبدأ بعد العودة من ستوكهولم، كما قالت.
يستهدف المشروع تدريب الأساتذة والمدراء والمرشدين في المناطق المتضررّة على التعاطي مع التلامذة في هذه المرحلة الدقيقة. وفي هذا الإطار، ترى منيمنة ضرورة تعميم التجربة على كل أطفال لبنان. «فمشاهد العنف والدم لم تستثنِ أحداً، وإن كانت الحاجة إلى الاهتمام بالأطفال الذين فقدوا ذويهم أكبر».
وكانت وزارة التربية وافقت على المشروع وتترقب المال لبدء التدريب عبر المراكز الستة التابعة للمركز التربوي للبحوث والإنماء في المحافظات. يضم فريق التدريب المستمر 260 مدرباً دائماً يتخصص قسم منهم في علم النفس التربوي. تنفي منيمنة أن تكون الغاية إدخال الأساتذة في دراسات علم النفس، إنما يتحدّد الهدف في التدريب على إجراء اختبارات لكشف الحالات، وإحالتها إلى الهيئات المعنية بغية إعطائها الأولوية في العمل. يذكر أنّ التدريب سيطال المدارس الرسمية أولاً.
مشروع «الأونيسكو» يقترح أيضاً إنشاء عيادات فنية في المناطق تستقطب الأطفال إلى نشاطات لاصفّية تساعدهم على التعبير بالرسم والموسيقى والإيقاع.
وتسجّل منيمنة ملاحظة ميدانية في مراكز النزوح المؤقت: «بدا أنّ وضع الأطفال الذين خضعوا لنشاطات ترفيهية في الحرب أفضل بكثير ممّن لم يحالفهم الحظ بذلك». كما لا تقلّل من أهمية الاحتضان العائلي في لبنان الذي ساهم في التخفيف من آثار العدوان، على الرغم من فظاعة ما جرى. وترى أنّ تجاوب الأهالي جزء أساسي من المشروع المتكامل.