حازت مشكلة انفجار القنابل العنقودية التي أطلقها العدو الإسرائيلي على مختلف القرى، اهتماماً دولياً ومحلياً. وكان لافتاً موقف الأمين العام للأمم المتحدة ومجموعة من النواب البريطانيين الذين انتقدوا استخدام إسرائيل للقنابل العنقودية. كما أعلنت من بيروت خطة لتحديد مكان الذخائر غير المنفجرة وتوعية المجتمع المحلي على مخاطرها.وجّه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان انتقادات أمس إلى إسرائيل بسبب استخدامها للقنابل العنقودية في حربها ضد لبنان، مؤكداً أنه طلب تسليم خرائط عن أماكنها لإبطال مفعولها.
وقال أنان في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب: «طلبت من السلطات الإسرائيلية أن تعطينا الخرائط التي تشير إلى الأماكن التي أسقطت فيها هذه القنابل، حتى يكون باستطاعتنا تحديد أماكنها من أجل حماية المدنيين».
وأضاف أنّ «مثل هذه الأسلحة ما كان يجب استخدامها ضد المدنيين والأماكن المسكونة... وعلينا التحرك بسرعة من أجل نزعها».
وتابع أنان: «أعتقد أننا في الحرب يجب علينا أن نكون في غاية الحذر من أجل حماية المدنيين. خلال هذا الصراع، دعوت إلى حماية المدنيين وحماية البنى التحتية المدنية».
وقال: «يجب علينا أن نفهم أنه حتى إذا كان هناك لغم واحد فقط في الحقل، فإنّ هذا النوع من السلاح يبقى زمناً أطول من الصراع. فهو يبقى هناك ساكناً ينتظر كي يشوّه ويقتل». وكان منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة يان إيغلاند قد أعلن أول من أمس أن آلاف المدنيين في جنوب لبنان مهدّدون بقنابل عنقودية غير منفجرة ألقتها إسرائيل خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من النزاع. واستند إيغلاند إلى معلومات من مركز تنسيق العمل ضد الألغام التابع للأمم المتحدة الذي أحصى «وجود 359 مكاناً ألقيت فيها قنابل عنقودية»، أي ما يمثّل حوالى مئة ألف قنبلة غير منفجرة.
وقال إنّ «ما يثير الصدمة، وهو غير أخلاقي تماماً، هو أنّ 90 % من هذه القنابل العنقودية ألقيت خلال الساعات الـ72 الأخيرة من النزاع، عندما تبين أن قراراً سوف يتخذ، وأنه ستكون هناك نهاية للنزاعوقال أنان إن المفوضية العليا لحقوق الإنسان «طلبت تحقيقاً وشكلت فريقاً من الخبراء للنظر في موضوع» استخدام إسرائيل للقنابل العنقودية. وأضاف: «سأنتظر نتائج هذه التحقيقات والتقارير الخاصة بها».
وانتقد نواب بريطانيون وناشطون استخدام إسرائيل القنابل العنقودية، واتّهموها بإغراق جنوب لبنان بآلاف القنابل غير المنفجرة في الساعات الأخيرة من الحرب.
ومن جانبه، دان سايمون كونواي، مدير المنظمة الخيرية البريطانية للعمل ضد الألغام، استخدام إسرائيل بشكل مفرط للقنابل العنقودية، وأبلغ صحيفة «إندبندنت» الصادرة أمس أنّ «الاستهداف المتعمد للمناطق السكنية بالقنابل العنقودية في الأيام الأخيرة للأزمة يعني أن القرى المدمرة في جنوب لبنان جرى تحويلها عن قصد إلى حقول ألغام ستفتك بالكثير من المدنيين بشكل عشوائي لسنوات طويلة مقبلة».
وقال النائب العمالي فرانك كوك رئيس اللجنة البرلمانية المختارة حول الألغام الأرضية «إن هذه الأسلحة غير شرعية، لذلك فإن استخدامها من قبل إسرائيل وسط التجمعات السكنية أمر لا يُغتفر».
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين في لبنان أمس، أنها وضعت خطة مشتركة للتحديد السريع لمكان الذخائر غير المنفجرة وتوعية المجتمع المحلي على مخاطرها بالتعاون مع دائرة الإجراءات المتعلقة بالألغام الأرضية التابعة للأمم المتحدة. وقد صرح مدير مركز التنسيق لنزع الألغام التابع لدائرة الإجراءات المتعلقة بالألغام الأرضية التابعة للأمم المتحدة كريستوفر كلارك بأن «النزاع في لبنان أنتج واقع وجود ذخائر غير منفجرة جنوبي نهر الليطاني والمناطق الشمالية والشرقية من البلاد». وأضاف: «منذ الرابع عشر من آب قتل 13 شخصاً وجرح 59 آخرون، معظمهم نتيجة القنابل العنقودية». وأعلن ممثل منظمة الأمم المتحدة للاجئين في لبنان استفان جاكمي أن «المنظمة تقوم بدعم مركز التنسيق لنزع الألغام التابع للأمم المتحدة عبر إقامة مراكز لتخزين معدات فرق نزع الألغام وتوفير خمس عربات تنقّل لهذه الفرق». وقد بدأ فريقا عمل منظمة الأمم المتحدة للاجئين ومركز التنسيق لنزع الألغام التابع للأمم المتحدة العمل على توعية الأطفال على مخاطر الأجسام المشبوهة والذخائر غير المنفجرة ضمن مناطق وجودها.
(وطنية، أ ف ب، يو بي آي)