بسّام القنطار
اندلعت أمس حرائق عدة في خراج بلدات: دير ميماس ــ ضهر الأحمر ــ عين التينة ــ برجا ــ كفرحيم ــ عين زحلتا ــ جدرا ــ الجيه ــ حالات ــ كفرحزير ــ النبي يوشع ــ أيطو ــ بشمزين. وأتت هذه الحرائق على مساحة 92 دونماً من الأشجار المثمرة والحرجية.>!--break--> وأعلنت قيادة الجيش أن وحداتها المنتشرة في هذه المناطق عملت بالاشتراك مع عناصر الدفاع المدني على إخماد الحرائق.
وتعتبر مشكلة حرائق الاحراج من أخطر المشاكل التى يواجهها لبنان وسببها الرئيسي المناخ الجاف وارتفاع درجات الحرارة. وجاء العدوان الإسرائيلي على لبنان، ليسهم في توسيع دائرة المساحات المتضررة جراء القصف والقذائف الحرارية التي ألقيت عمداً. وفي الوقت الذي انشغلت فيه وزارة البيئة في تقويم الأضرار الناتجة من التسرب النفطي، باعتبارها الكارثة البيئية الكبرى التي نتجت من العدوان، لم تحز قضية الحرائق الاهتمام اللازم، وهي في الأصل لم توضع في أولويات الأجهزة الحكومية المختصة.
تجدر الإشارة إلى أنه قضي على أكثر من 35 في المئة من غابات لبنان خلال الأربعين سنة الماضية، ما أدى الى انخفاض مساحة الغطاء الأخضر من 12 في المئة عام 1973 الى 7 في المئة من مساحة لبنان عام 2006 في غياب خطة وطنية شاملة . وتظهر قاعدة المعلومات الجغرافية لمشروع «نحو آلية مستدامة لمكافحة حرائق الغابات في لبنان» أن 1200 هكتار من الغابات الطبيعية تحترق سنوياً. وتظهر دراسة أعدها المركز الوطني للبحوث والدراسات العلمية في عام 2005 عن أثر حرائق الغابات على غطاء الأرض وأثرها من الناحية الاقتصادية، أن الوقت اللازم لشجرة الصنوبر لتعطي ثمراً هو 25 سنة، وخلال هذا الوقت فإن كل هكتار يحترق يؤدي الى خسارة قيمتها تصل الى 144 ألف دولار خلال الـ25 سنة. أما خسارة الخشب جراء الحرائق فتقدر بـ6750 دولاراً في غابات السنديان، و17 ألف دولار في غابات الصنوبر البري و20 ألف دولار في غابات الصنوبر المثمر.
ويتوقع أن يستمر عمل الدفاع المدني في مكافحة الحرائق هذا الصيف بأساليب بدائية وبواسطة سيارات الإطفاء المعدة لاستعمالات مدنية لا حرجية. ويضاف الى هذه المشكلة عديد هذا الجهاز، حيث غالبية العناصر هم من المتطوعين الذين خاب ظنهم في إمكان التوظيف، ما أدى إلى انقطاع عدد كبير منهم عن العمل التطوعي في أكثر من مركز. فيما تضع حادثة سقوط الطائرة العسكرية للجيش اللبناني، علامة استفهام كبيرة لجهة جهوزية طوافات الجيش وعددها ومدى قدرتها وسرعتها في إطفاء الحرائق التي تحدث في الأماكن الوعرة والمنحدرات الصعبة التي لا مسالك لها ولا طرق تقود إليها. وإن مشروع شراء 12 طائرة إطفاء الحرائق لا يزال في أدراج مجلس الوزراء منذ عام 2004.