مبنىً مدمّر... متحف «أشلاء»... وثلاثة مراكز خدماتية في الضاحية الجديدة
راجانا حميّة

سنة وتعود ضاحية جديدة. أبنيتها لن تكون كما كانت عليه قبل الثاني عشر من تمّوز، وكذلك مراكزها و«المربّع الأمني» أيضاً. فثمّة عناصر جديدة ومميّزة ستولد في هذا المربّع و«ستكون شاهداً على ما حصل في هذه الأرض خلال أربع وعشرين سنة».
«دمار وسط الإعمار»، معادلة جديدة دخلت ضمن عمليّة إعادة الإعمار في «الضاحية» والجنوب، وهي جوهر مشروع «ساحة النصر والصمود» الذي تقدّم به رئيس جمعية المهنيين العرب في جنوب شرق فنزويلا فادي الجرديتنطلق معادلة «إعمار ودمار» من جملة أهداف أهمّها التأكيد على «قرار اللاعودة إلى ما قبل الثاني عشر من تمّوز، وإبقاء ذكرى إسرائيلية وسط معقل حزب الله».
يهدف هذا المشروع إلى إقامة «مجمّع صغير على أطراف المربّع الأمني»، يحوي خمسة أبنية «أحدها شبه مدمّر، والأربعة الأخرى مبانٍ يجري بناؤها مع انطلاق عمليّة الإعمار»، وتتألّف من «متحفٍ وثلاثة مراكز صحيّة وخدماتيّة».
فكرة المبنى المدمّر أرادها الجردي أن تكون حاضرة في المجمّع للإبقاء على «معالم المجازر التي ارتكبتها الدولة الصهيونية بحقّ البشر والحجر»، مستوحياً منها فكرة أخرى «تحفظ هذه المعالم على مر العصور» عن طريق إنشاء متحف لا يقلّ «وحشيّة عن همجيّة العدو الصهيوني».
ويتّخذ متحف «الأشلاء»، كما يفضّل الجردي تسميته، شكلاً «هندسيّاً جديداً يتألف من ثماني زوايا على الطريقة الأندلسية»، وذلك لتمييزه «عن باقي الأبنية التي ستبنى في الضاحية وليكون هذا التميّز حافزاً للزيارة».
ولم ينس الجردي أن يخصّص جانباً «كبيراً للوحدة الوطنية» في مشروعه، فكان همّه الأوّل فيه «أن يبرز لبنان وحده لا طوائفه»، فعمد إلى وضع «الهلال والصليب مجتمعين على القبّة نفسها».
وتتكّون معدّات متحف «الأشلاء» من «صور كثيرة تجمع من الوسائل الإعلامية منذ العدوان الإسرائيلي الأوّل على لبنان، وحتى هذه اللحظة»، مع التشديد على أهميّة «أن تأخذ صور مجزرتي قانا الحيّز الأكبر». كما سيجري «تخصيص قاعة أخرى للأفلام الوثائقية والفيديو، تكون مفتوحة أمام الجميع».
إضافة إلى المتحف والمبنى المدمّر، يقترح الجردي تخصيص ثلاثة أبنية «للمستوصفات والمراكز الخدماتية، تكون مجّانية للجميع من الضاحية ومن خارجها»، مشيراً إلى أنّ «هذا المشروع سينفّذ أيضاً في وقت لاحق في مدينتي بنت جبيل وقانا».
ينتقل الجردي من «ساحة النصر والصمود» في الضاحية إلى «البحر الأبيض المتوسّط»، ويقترح المهندس «إنشاء جزيرة من ركام أبنية الضاحية والجنوب». ويريد لهذه الجزيرة أن تكون «ساحة عامّة للجميع». وترتكز في وسط «جزيرة الصمود» هذه، «شعلة للحرية شبيهة بتلك الموجودة في أميركا» مع فارق بسيط «أنّ حريّتنا لم تكن يوماً قائمة على أرواح غيرنا»، كما يقول الجردي.