تداعيات الحرب» في ندوة
كارل كوسا

لــم يُصِب المشاركون، أمس، في ندوة نظّمها مركز دراسات الوحدة العربية، محور الندوة الأساس، أي «تداعيات الحرب الإسرائيلية وتأثيراتها». بل اكتفوا بتشريح الوضع اللبناني بتناقضاته والإشادة بانتصارات المقاومة. هذا ما أشار إليه الدكتور طلال عتريسي مُنتقِداً: «مِن نتائج التداعيات عدم اتّفاقنا في القاعة حول نتائجها». ورأى أنّه كان من الأجدى البحث في «هل ستنشأ توازنات جديدة، وكيف ستتعايش قوى كالمقاومة والجيش واليونيفل».
ورأى الضيوف العرب المشاركون أنّ المقاومة هي الوسيلة الدفاعية الأنجع في غياب مفهوم الدولة القويّة والمسلّحة. الزميل جوزف سماحة عبّر في كلمته عن أنّه فوجئ «بدرجة الصمود وقدرة قيادة المقاومة السياسية على المناورة التي عدّلت من موازين القوى»، وميّز بين أربعة مواقف: «خط المقاومة وحلفائها، وبعض قوى 14 آذار التي كانت راغبة في أن تحقّق اسرائيل انتصاراً لتكسر شوكة المقاومة»، والموقف الرسمي المتجسّد في فؤاد السنيورة، وموقف التيار الوطني الحرّ.
أمّا توفيق الهندي فحصر تداعيات الحرب الإيجابية في «وحدة مسلمي العالم»، والتداعيات السلبية في «تنشيط الحركات الجهادية، ومنها الإرهابية». وتخوّف من: «تكبير حجم الانتصار الذي سيرتدّ سلباً على لبنان»، مطالباً بتحييده عن الصراع العسكري مع إسرائيل.
حكومة طوارىء بدل الوحدة الوطنية هو ما طالب بها نهاد المشنوق، حاسماً أنّ «الصيغة اللبنانية أكبر من سلاح الحزب وإدارته السياسية مهما بلغت كفاءتها». الإجماع حول النصر إنساني وليس سياسياً، فكرة أثارها غسّان بن جدّو متمنّياً الخروج من حالة التكاذب المشترك، «فالمرحلة ماعادت تتحمّل». وحذّر، رغم الإجماع الشعبي حول المقاومة، من فتنة سنيّة ـــ شيعيّة، كون «الأنظمة العربية بمعظمها عميلة».
وأثنى الشيخ فيصل المولوي على هذه الفكرة، مجسّداً حال الوحدة الوطنية في قوله «كلّ العرب والمسلمين متّفقون حول المقاومة، فصور السيّد رُفِعت في معظم بلاد العالم الإسلامي السنّية».
«لن تكون هناك حرب» طمأن العميد أمين حطيط لأنّ «القادر على خوضها لا يريدها، والذي يريدها غير قادر عليها». شقٌّ أساس غاب عن نقاشات المشاركين، لفت إليه رياض الريّس هو «العلاقات اللبنانيّة ــــ السورية»، مستغرباً عدم تناوله، وخصوصاً أنّ «التابو الذي كان قد يحول دون ذلك انتهى بالانسحاب السوري».
يُذكَر أن جلسة الصباح افتتحت بتلاوة بحث «التداعيات على لبنان» لزياد الحافظ، وكلمات لجوزف سماحة وصفوت الزيّات. كما تُلِيَ، بعد الظهر، بحث «التداعيات على إسرائيل» لعزمي بشارة، ثم ألقى كل من حلمي موسى والعقيد الياس حنّا مداخلتيهما. وتستمرّ جلسات الندوة، التي يشارك فيها 60 شخصاً من لبنان والأقطار العربية، حتّى مساء اليوم، في فندق البريستول.