قررت المكتبة الوطنية الإسرائيلية أن تعرض مجموعاتها العلمية النادرة وأن تبدأ سياسة انفتاح على العامة، فكانت البداية مع المخطوطات الإسلامية! إذ إن المكتبة تمتلك مجموعة من أكثر من 1500 مخطوطة إسلامية نادرة، من بينها مصحفان من القرن التاسع للميلاد أو الثاني للهجرة، أي من فترة القرون الأولى للإسلام. وكانت المكتبة العامة قد أعلنت عن المعرض قبل أسابيع، مؤكدة استمراره حتى شباط 2012، لكن تم اختصار المعرض والمحاضرات المنعقدة حوله وكل التغطية الإعلامية من دون أي تفسير.
مجموعة المخطوطات الإسلامية هذه حصلت عليها المكتبة كهبة من العالم اليهودي أبراهام شالوم يهودا، وهو من أوائل الباحثين في الشأن الإسلامي في بدايات القرن العشرين. تتكون المجموعة من 1184 مخطوطاً قديماً، من ضمنها 100 مصحف يعود أحدها الى القرن التاسع، واثنان الى القرنين الحادي عشر والثاني عشر، ومصدرها أنطاليا والأندلس وبلاد فارس. وتعتبر مجموعته أكبر مجموعة مخطوطات إسلامية في الغرب وأهمها. والمعروف أن بعض المصاحف، التي تعتبر من الأجمل لما تنفرد به من أنماط زخرفية، مطليّ بماء الذهب. وهناك أيضاً الأهمية العلمية والتاريخية لهذه المصاحف، فدراستها تبرز التغيرات التي عرفها الدين خلال انتشاره. فأحد المصاحف، مثلاً، يعتبر أول دلالة على استخدام الحرف العربي لكتابة اللغة الفارسية.
والمعروف أن معظم العلماء المسلمين لم يكونوا يعلمون بمجموعة شالوم يهودا وبقيمتها، فأتى المعرض بمثابة كشف سر على العلن. سر لم يلاق بالطبع أي ردود فعل إيجابية. فشيخ جامع الأقصى حذّر المسلمين من زيارة المعرض، واستغرب كيف وصلت هذه الكتب الى حوزة الإسرائيليين، طالباً أن تعاد الى أصحابها. لكن المشكلة تكمن أولاً في سوق الآثار التي تشجع وتسهل شراء المخطوطات والتحف القديمة، وثانياً في القوانين الدولية التي تعتبر امتلاك قطع أثرية ومخطوطات قبل 1975 قانونياً!
وللإضافة فقط، تمتلك المكتبة الإسرائيلية «مجموعة تيجان دمشق»، وهي مخطوطات عبرية سرقت من الشام قبل أعوام. كما استولت سلطات الاحتلال على أكثر من 30.000 كتاب ومخطوط من المكتبات الفلسطينية في بيوت القدس.
(هآرتس – وكالات)