خاص بالموقع- من المتوقع أن تتأثر مواقع أثرية عدة في غور الأردن بمشروع «الأحمر الميت» الذي هو جزء من الجهود الدولية التي تبذل للمحافظة على البحر الميت الذي يخسر سنوياً متراً واحداً من مستوى المياه فيه بسبب إبعاد إسرائيل لمياه نهر الأردن لاستعمالها في الأراضي التي احتلتها ولريّ المزروعات.
ويقوم هذا المشروع على فكرة ضخ مليون متر مكعب من مياه البحر الأحمر إلى البحر الميت. في هذا الإطار، تشير دراسة ممولة من البنك الدولي وبمساهمة قسم الآثار في الأردن إلى أن مشروع جر مياه البحر الأحمر إلى الميت سيدمّر مواقع في وادي فينان وبير مثكور وغور فيفا خلال أعمال الحفر وتشييد معامل تحلية مياه البحر.
وتجدر الإشارة إلى أن التدمير الكبير للمواقع الأثرية سيكون في الجهة الأردنية، فيما عدد المواقع الفلسطينية ضئيل جداً. والمشكلة الأكبر أن المواقع المهددة تمثّل خطوة أساسية لفهم تاريخ خليج العقبة ووادي عربة والبحر الميت التي تشهد على نشاط إنساني متواصل منذ العصور القديمة. وتقول الدراسة إن عدداً من المواقع في وادي الأردن هي مواقع دينية وتاريخية بالنسبة إلى الديانات الموحدة الثلاث. أما موقع وادي فينان، فهو ذو أهمية عالمية؛ لأنه يوثق نشاطاً إنسانياً منذ ظهور الزراعة وبناء المنازل الأولى، إلى جانب أولى الشواهد على استعمال المعادن. ويجري الأردن حالياً محادثات بشأن ضم وادي فينان إلى لائحة مواقع التراث العالمي الخاصة بمنظمة الأونيسكو. أما في بير مثكور، فيهدد المشروع 29 موقعاً، 12 منها مقابر. وفي غور فيفا يهدد موقع تحلية مياه البحر مقبرة ودوائر حجرية ضخمة. أما منطقة قصرتله، فهي تضم قلعة رومانية بحالة ممتازة وخزان مياه وقنوات ريّ. لتجنب هذه الأضرار، أشارت الدراسة إلى ضرورة إدخال تعديلات في عقود العمل الخاصة بالشركات تقيد تحركات الآليات الضخمة وتحدد أماكن الردم وتعرف العمال بالمواقع الأثرية وبأهمية الحفاظ عليها.