توصلت دراسة جينية أجريت لمومياء مصرية عمرها 2200 سنة ـــــ عُثر عليها أخيراً ـــــ أن مرض السرطان موجود منذ فترةٍ بعيدة. فبعد فحوصٍ أجريت للمومياء، تبين أنها تعود لرجلٍ في العقد السادس من العمر، وقد توفي سنة 230 قبل الميلاد من جراء إصابته بسرطان البروستات الذي كان منتشراً في تلك الفترة. وكشفت الدراسة أن أسباب هذا المرض الخبيث هو الوراثة وليس حالة البيئة كما يعتقد منذ أكثر من عقدين. وهنا، تقول الدكتورة سليمة إكرام، من الجامعة الأميركية في القاهرة، إن «أطر العيش في العصور القديمة كانت مختلفة تماماً عما هي اليوم، فما من تلوث في الهواء والمياه والبيئة، الأمر الذي يدفعنا إلى التفكير في أن السرطان ليس مرتبطاً فقط بالعوامل البيئية». وتجدر الإشارة إلى أن دراسة المومياء قد جرت «بأحدث التقنيات العلمية؛ إذ أجري كشف بالمسح الثلاثي الأبعاد على المومياء الذي سمح بتحديد الأورام الخبيثة في منطقة الحوض». ويفسّر الأطباء أن صراع الرجل مع السرطان كان مؤلماً جداً. تمثل هذه المومياء أقدم حالة إصابة بسرطان البروستات في مصر وثاني أقدم حالة عالمياً.
من جهة أخرى، أظهرت الدراسات الحديثة أن السرطان كان موجوداً في العصور القديمة وفي مصر تحديداً. ويشير العلماء إلى أن سبب التأخر في العثور على أدلة على هذا المرض في العصور القديمة «هو عدم توافر التقنيات الحديثة للكشف على المومياءات قبل سنة 2005». أما اليوم، فتسمح التطورات العلمية بإتمام مسوحات ثلاثية الأبعاد على جسد المومياء، من دون انتزاع الكفن. كذلك باتت الدراسات الجينية لهذه المومياءات تمثّل جزءاً أساسياً لدراسة الأمراض في الحضارات القديمة ومعرفة قدم الأمراض الحالية.