ارتفعت أسعار اللحوم على نحو قياسي، حتى بات سعر الكيلوغرام الواحد من لحوم الأبقار يبلغ حوالى 18 ألف ليرة لبنانية. ما يعني ثمن 15 «ربطة» خبز، قد تكفي العائلة على مدى أسبوع، ما لم نقل أكثر، لكن، يمكن توفير الثمانية عشر ألفاً وتناول اللحم بسعر أوفر وبفوائد غذائية أعلى. فبدلاً من اللحم الحيواني، هناك «اللحم النباتي»: الفطر. فأول «فوائده» أن سعر الكيلوغرام الواحد منه لا يزيد على تسعة آلاف ليرة لبنانية، وهو غني بالبروتينات والفيتامين «ب» وحامض الفوليك والمعادن، وخصوصاً البوتاسيوم، كما أنه يحتوي على نسب عالية من الألياف.

على أن سلسلة الفوائد لا تتوقف هنا، فهذه النبتة، التي يوجد منها 2000 نوع صالح للأكل من أصل 38 ألف نوع، تقوّي الجهاز المناعي، وبحسب عدد من الباحثين فإن تناول الفطر على نحو منتظم يحافظ على صحة الجسم بعيداً عن المرض، كما بيّنت الدراسات التي أجريت على الفطر، أنه منشط للجسم، ويوصف في حالات فقر الدم والإرهاق ونقص المعادن في الجسم. وفي حالات اتّباع أنظمة غذائية خالية من اللحم. ولهذا، يعدّ مفيداً للبدينين والمصابين بالسكّري.
كل تلك الفوائد قد تفقد، أو في أحسن الأحوال قد تخف نسبتها، فيما لو لم نعرف كيفية المحافظة على النسب الغذائية فيها. فعلى سبيل المثال، لا يجوز «تغميس» الفطر في الماء أو تقشيره ـــــ باستثناء الأنواع الجافة منه ـــــ لأن غطاءه الخارجي يحتوي على عناصر غذائية مفيدة، وقد يكفي غسله تحت الماء البارد الجاري أو استخدام الفرشاة لتنظيفه فقط. وإن كان لا بد من تخزينه للحفاظ عليه، فلا يجوز غسله، إذ يفضَّل إبقاؤه جافاً و«لفّه» في مناديل قطنية، ووضعه في أكياس ورقية لا بلاستيكية كي لا يتعرق ومن ثم تخزينه.
وبعيداً عن كل هذا، يعدّ الفطر من أكثر أنواع الأطعمة استخداماً في الطبخ، فيما لو أحسنّا استخدامه، فله مذاق يشبه الجوز. أما أنواعه، فمختلفة: بعضها سام وقاتل والبعض الآخر صالح للأكل، وقد يكون من أهمها 10 أنواع وهي: الفطر الصيني والشامبينيون الفرنسي وفطر العسل والنفاث ورأس القرد والسولاريس وفطر الصنوبر والمحار والفطر البري واللحية البيضاء. أما أكثر الأنواع استخداماً، فهو الفطر الصيني الذي يعدّ من الأنواع المحببة في معظم دول جنوب شرق آسيا والشامبينيون الفرنسي، الذي يمثل إنتاجه أكثر من 35% من إنتاج المشروم فى العالم.
ثمة ملاحظة أخيرة هي أن الفطر على أهميته يُمنع عن المسنين والأطفال والحوامل والمصابين بالتهاب الأعصاب والنقرس وعسر الهضم والمغص وأمراض الكلى والمرارة، لأنه قد يضاعف تلك الأمراض.
(الأخبار)