شارك الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف في محافظة النبطية، القاضي برنار شويري، في سلسلة من اللقاءات مع موقوفين ومحكومين في سجن صور، في إطار برنامج أطلقته جمعية «شيلد» الخيرية. أتاح اللقاء للسجناء طرح أسئلة تتعلق ببعض القوانين والإجراءات القضائية عموماً، وبمتابعة ملفاتهم خصوصاً. ووعد القاضي، الذي دوّن أسماء السجناء وبعض قضاياهم العالقة، بالعودة إليهم لتزويدهم بإجابات، وتوجيه النصائح إليهم بشأن كيفية معالجة بعض المشاكل التي يعانونها. وفي هذا الإطار، جمع القاضي كذلك أسماء السجناء الذين لديهم شكاوى، لكن لا وكلاء قانونيين لهم لمتابعتها. وأعلم هؤلاء بأنه سيسعى إلى الاتصال بمحامين ليزوروا السجن، تمهيداً لتكليفهم بالدفاع عن حقوق السجناء أمام المحاكم، والجهات القضائية والإدارية المختصّة. وكانت جمعية «شيلد» قد وقّعت مذكرة تفاهم مع وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، تضمنت برنامج مساعدات لذوي السجناء، وبرنامجاً لتقديم إرشادات قانونية وصحية ونفسية وغذائية للسجناء في صور والنبطية وتبنين وجزين. وبدأت الجمعية بتقديم منح الى زوجات بعض السجناء، الذين يعانون الفقر الشديد، بهدف مساعدتهم على إطلاق أعمال إنتاجية في قطاعات الخدمات والزراعة والتجارة. ويشير البرنامج الى أن الهدف من هذه المنح هو المساهمة في تجنّب تأثر أولاد السجناء بالوضع الاقتصادي الصعب، ما قد يدفعهم الى القيام بأعمال غير مشروعة.
وفي إطار برنامج توعية السجناء، بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منه التي ترتكز على المواضيع القضائية والقانونية. وإضافة الى القاضي شويري، شرح المتخصص في العدالة الجنائية الزميل الدكتور عمر نشابة للسجناء بعض جوانب القانون 463، الذي يتيح لبعض السجناء من ذوي السلوك الحسن طلب خفض مدة العقوبة. وأشار الى الحالات التي يستثنيها القانون، وأوضح الإجراءات التي يفترض السير بها.
في المرحلة الثانية من البرنامج، سيحضر الى السجن المتخصص في الصحة العامة الدكتور علي غدّار، ليجتمع بالسجناء، ويزوّدهم ببعض الإرشادات الصحية والغذائية، والمتخصص في الطب النفسي الدكتور ميشال خوري، ليناقش معهم وضعهم النفسي خلف القضبان وحالات الاكتئاب ومشاكل أخرى عائلية وشخصية. أما الباحثة القانونية رولا عاصي، فستشرح لهم بعض الجوانب القضائية لملفاتهم، مثل إدغام الأحكام والتمييز والاستئناف، وغيرها من الأمور.