تنظم جامعة «بار ــــ عيلان» الإسرائيلية، القريبة من يافا في فلسطين المحتلة، في أيار المقبل، محاضرة عن «يهود لبنان: هوية وإرث». ويتضمن برنامج المحاضرة عرضاً لأبرز مراحل تاريخ يهود لبنان منذ زمن دخول القبائل العبرية إلى فلسطين واستيطانها المزعوم في لبنان حتى أيامنا هذه. تتناول المحاضرة تاريخ العلاقات بين المدن ـــــ الدويلات الفينيقية وملوكها (صيدا وصور) ومملكتي يهوذا وإسرائيل، ويهود لبنان في نصوص الرحالة ومسألة التنظيم الديني والإداري، إضافة إلى التعليم والديموغرافيا والهجرة اليهودية من لبنان وإليه. وتتطرق إلى التراث الأدبي والموسيقي والمسرحي، إلى جانب السينما والمطبخ الخاص بهم. ومن المحاور الوضع القانوني لليهود وعلاقتهم بشرائح المجتمع اللبناني ودورهم في الاقتصاد اللبناني ونشاط الحركة الصهيونية والهجرة غير الشرعية من لبنان إلى فلسطين ووضع اليهود اللبنانيين في فلسطين المحتلة وبلاد المهجر. هكذا، تحاول المحاضرة تدجين التاريخ لمصلحة مبادئ الحركة الصهيونية التي كانت تقر بأقدمية الوجود اليهودي في فلسطين وبدأت الآن تعممه على لبنان، وفي منظور هذه الحركة ليس هناك من تفرقة زمنية بين 3000 سنة قبل الميلاد واليوم! تجدر الإشارة إلى أنّ علم الآثار أثبت أن معظم الأحداث والأماكن المذكورة في الثورات لا تتماشى مع مبدأ الانتشار على هذه الرقعة من العالم، لكن الصهيونية أخذت من يهود لبنان قضية جديدة لها.
أما القانون اللبناني، فيلحظ وجود الطائفة ويعترف بها: «الطائفة الإسرائيلية». وتذكر المصادر التاريخية المجموعات اليهودية في بيروت في العصر الروماني وفي المدن الساحلية الكبرى في الفترتين المملوكية والعثمانية. وكان اليهود يمثلون جزءاً من المجتمع اللبناني.