انتفاضة غضب شهدها مخيم البرج الشمالي في منطقة صور، مساء أول من أمس، إثر شيوع خبر جريمة اغتصاب بطلها شاب في مقتبل العمر، وضحيتها سيدة مسنة. وبحسب تقرير القوى الأمنية، فإنه عند الثانية من عصر الإثنين شاهد الفلسطيني هلال خ. (23 عاماً) السيدة فضة خ. (70 عاماً غير متزوجة) وهي تقوم بقطف الزعتر في منطقة الرمالي الزراعية على تخوم المخيم قرب نقطة للجيش اللبناني، فما كان منه إلا أن ضربها بحجر على رأسها أفقدها الوعي، قبل أن يجرها إلى بستان مجاور ويغتصبها، ثم تركها في مكانها وتوجّه إلى منزله حيث مكث أكثر من ساعة. وعند الساعة الثالثة والنصف، عاد إلى مكان الجريمة حيث كانت الضحية لا تزال فاقدة الوعي فقام باغتصابها مجدداً. في تلك الأثناء، شاهده أحد الشبان من أبناء المخيم الذين كانوا يلعبون كرة القدم على مقربة من المكان. ففرّ هلال باتجاه المخيم، فيما كانت فضة ممددة على الأرض وثيابها ممزقة وملطخة بالدم. نقل الشبان الضحية إلى داخل المخيم ظناً منهم أنها فارقت الحياة، قبل أن تُنقل إلى أحد مستشفيات صور. وهي كانت لا تزال حتى مساء أمس ترقد في حال خطرة في غرفة العناية المركزة، فيما تعقب أفراد عائلتها المتهم الذي نقله أحد الأشخاص إلى خارج المخيم خوفاً من رد فعل عائلة الضحية، فساد التوتر في المخيم، وأطلق أقارب الضحية النار في الهواء، وأشعلوا الإطارات المطاطية عند المداخل الرئيسية للمخيم، ونفذوا مع عدد من الأهالي اعتصاماً بمحاذاة نقطة الجيش، مطالبين بتسليم المتهم. وبعد مفاوضات قادها الكفاح المسلح، ألقى الجيش القبض على المتهم وأحاله على القضاء المختص.
اللافت أن المتهم الذي يعمل في النجارة يعدّ، بحسب بعض أهالي المخيم، من أصحاب السوابق. فهو متورط في جرائم سرقة واعتداء على أشخاص، واقتحام لحرمة بيوت. والأهم أنها ليست جريمة الاغتصاب الأولى التي يقوم بها، إذ قام في الفترة الأخيرة باغتصاب فتاة تزوجها لاحقاً، لكنه استمر في الاعتداء عليها جنسياً، إلى أن تقدمت بدعوى طلاق ضده ربحتها في المحكمة الشرعية. ويعزو بعض عارفيه سلوكه الى تعاطيه الحبوب المهدئة.
إزاء ما حصل، لا يواجه هلال الإدانة بتهمة الإغتصاب فحسب، بل ربما أيضاً بتهمة محاولة القتل لأنه تعمد ضرب ضحيته بحجر قبل اغتصابها. علماً أن تعاطيه للحبوب المهدئة قبل قيامه بجريمته وما تسببه من فقدان للسيطرة، لا يخفف من فعلته. إذ إن المادة 235 من قانون العقوبات تنص على أن الشخص الذي يكون في حالة تسمم ناتجة عن المخدرات يكون مسؤولاً عن جريمته إذا توقع حين أوجد نفسه في تلك الحالة إمكان اقترافه أفعالاً جرمية.