نسبة الطلّاب غير المدخّنين في مدارس جبيل أقلّ ممّا هي عليه في مناطق لبنانيّة أخرى. في جبيل، يعرف المعنيون هذه الحقيقة، ما دفعهم إلى التحرّك، وتنظيم حملة «إعادة الأوكسيجين»، إلى حملة مكافحة ظاهرة التدخين في جبيل. وعلى هذا الأساس، دعت جمعيّة «جاد ــ شبيبة ضدّ المخدّرات»، إلى لقاء موسع، من أجل إطلاق مشروع «بلديّات من دون تدخين».
وفي هذا الإطار، كانت جمعيّة جاد قد درّبت 75 شرطيّاً بلديّاً من جبيل وبلدات القضاء، في دورة تحت عنوان «إعداد رجل أمن متخصص في أنواع المخدرات وسبل التعاطي ووسائله وكيفية التصرف وتنفيذ القانون»، من أجل توعية رجال الأمن وعناصر الشرطة البلديّة في جبيل والقضاء على أنواع المخدّرات. وخلال الدورة، عرضت أمامهم مخاطر التدخين وسبل الحدّ من انتشاره في منطقة جبيل. وبما أنّ قانون الحدّ من التدخين ينتظر إقراره، فإنّ عمل الجمعيّة «استباقيّ» حتى الآن، كما يفسره رئيسها، جوزيف حوّاط، الذي يأمل «إطفاء السجائر قبل أن تطفئنا».
ومن مدرسة «ليسيه عمشيت»، أعلنت جمعيّة «جاد» بالتعاون مع مكتب مكافحة المخدّرات وقائممقام جبيل ولجنة إنماء بيبلوس، «العمل» على «إطلاق» دراسة شاملة عن منطقة جبيل، تخصّ مواضيع الإدمان على المخدّرات، الكحول، والتدخين. ولاحقاً، سيجري على أساس الدراسة، اتّخاذ «الخطوات التطبيقيّة والعمليّة لحماية المنطقة». ومن ثانويّة «سان أنطوني سكول الحديثة في مستيتا» أطلقت الجمعية بالتعاون مع شخصيات مهتمة «حملة العمل على مكافحة ظاهرة التدخين والحدّ من انتشار ظاهرة النرجيلة في جبيل».
وفي هذا الصدد، قال حوّاط، إنّ يوم الأربعاء من كلّ أسبوع سيعلن يوماً خالياً من التدخين ومن النرجيلة في جبيل، على أن ينظّم ذلك بالتعاون بين الجمعيّة والمطاعم والمقاهي، ويبدأ تطبيقه قريباً في المدينة بعدما أبدى أصحاب المطاعم اهتماماً بالموضوع، لكن، أكد المتابعون إجراء دورة مقبلة لعناصر الشرطة البلدية في 30 أيار، للتشدّد في قمع المخالفات وفق ما يقتضيه القانون، والوصول إلى «منع التدخين نهائياً». وكانت الجمعيّة قد مهّدت لهذا النشاط في حملة قامت بها مع بلديّة جبيل وملكة جمال جبيل كارول يارد، وكشافة بيبلوس، حيث جالت على أصحاب المحال والمطاعم ووزّعت عليهم ملصقات تحذّر من مضار التدخين، كتب عليها «ينتج عن احتراق السيجارة الواحدة ما يقارب من 4000 مركب كيميائيّ»، وأخرى تحذّر من مضار النرجيلة ومن أنواع التنبك المتداول في لبنان، وهو حسب حوّاط «من الأسوأ في العالم، إضافة الى كونه غير مراقب من وزارة الصحّة».
وسيزوّد رؤساء البلديّات والمخاتير في جبيل والقضاء كلّ نتائج الدراسات التي تعدّها جمعيّة «جاد» في جبيل، اضافة الى أرقام إحصائيّة عن عدد مدمني المخدّرات، على أن تطبّق خطوة منع التدخين في البلديّات نهائياً في المطاعم والمقاهي الجبيليّة. وكلّ ذلك بانتظار أن يصدر قانون الحدّ من التدخين ومنعه في الأماكن العامّة.