تحط جمعية «شيلد» السبت في سجن تبنين، ضمن جولاتها الأسبوعية على سجون الجنوب، في إطار برامج التأهيل الصحية والنفسية والاجتماعية والقانونية التي تنفذها بالتعاون مع وزارتي الشؤون والداخلية. وعلى غرار زملائهم في سجني صور والنبطية، سيتسلّم سجناء تبنين مواد أولية لصناعة أشغال يدوية، تمكّنهم من استغلال الوقت إيجابياً وتدر عليهم دخلاً مادياً. وكانت الجمعية، بالتعاون مع الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف في محافظة النبطية القاضي برنار شويري، والمتخصص في العدالة الجنائية الزميل عمر نشابة، قد سبقت مطلع الشهر الفائت وزير الداخلية مروان شربل في دفع الغرامات الواجبة على بعض السجناء كشرط لإخلائهم من سجن النبطية، كما أسهمت في حل القضايا القانونية العالقة لبعض السجناء الذين لا وكلاء قانونيين لديهم، أو يعانون تأجيلاً لمحاكماتهم. وكان المشهد نفسه قد تكرر في سجن صور في شباط الفائت، عندما استعاد اثنان من نزلائه الستة والستين حريتهم.
وتضمنت الزيارات الأسبوعية لصور والنبطية، لقاءات للسجناء بطبيب الصحة العامة علي غدار، والطبيب النفسي ميشال خوري. وقد تبين أن واقع السجنين البنيوي يولّد مخاطر صحية كثيرة، بسبب ضيق مساحة الزنازين واكتظاظها، علماً أن سجن صور يقع في الطبقة السفلية من مبنى السرايا التاريخي، المُنشأ عام 1750، فيما يقع سجن النبطية تحت سطح الأرض. ويعيق ضيق مساحة السجنين ممارسة الأنشطة على أنواعها، وخصوصاً الرياضية منها، ما أدى الى انتشار أمراض السمنة والقلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم والسكري. وتؤثر هذه العوامل سلباً على الحالة النفسية للسجناء، ولا سيما في النبطية، حيث يقبع معظمهم من دون محاكمة، ومن بينهم من لا يزال موقوفاً منذ عشر سنوات. ولاحظ خوري انتشار اضطراب النوم والقلق والشعور بالوحدة بين عدد كبير من الموقوفين. وفي خلاصة الجولات، خلص الزائرون الى ضرورة توفير مساحات وأنشطة وآلات لممارسة الرياضة، لما توفره من تنفيس للتوتر والقلق، وترشيدهم من قبل حراس السجن على التوعية الصحية، إلى جانب توفير نظام تهوية وتدفئة يحدّ من الرطوبة ودرجات الحرارة المتدنية، ويخلق جواً صحياً يمنع انتقال الأمراض المعدية والفيروسات. وللتعويض عن أشعة الشمس أوصى الطبيبان بتقديم المواد الغذائية الغنية بالفيتامين د. لكن التوصية الأهم كانت بتشجيع الأنشطة الإيجابية، كالأشغال الحرفية والألعاب الترفيهية التي تحرف تركيز السجناء عن السلوكيات الخطرة، وتعاطي المخدرات والحبوب المهدئة. وفي هذا الإطار، نقل نشابة إليهم من اللجنة الوطنية للأونيسكو مجموعة من المواد الأولية لصناعة الأشغال اليدوية (خرز وشبك وخشب...) وأدوات رسم، على أن تتعهد اللجنة شراء جزء من الأشغال التي يصنّعونها لقاء بدل مالي.
كذلك تستعد «شيلد» للطلب من وزارة الداخلية، بالتعاون مع إدارة سجن النبطية، استحداث مشغل خاص بالسجناء وباحة لممارسة الرياضة وقاعة محاضرات، استناداً إلى توصيات الدراسة التقويمية التي أجرتها مع السجناء في وقت سابق.