في يوم الأرض، نتذكر كل شجرة من أرضك فلسطين. كل ذرّة من ترابك وكل زهرة من ربيعك. نسجد عند كل شهيد. أمام كل أمّ سقطت ليحيا طفلها وكل فلاح «حصده» الاحتلال. من هضاب جليلك، نتأمل سكون نقبك. نتنشق عطر بساتينك ونغسل آلامنا في نهرك. قبل أسبوع، حل هذا اليوم، فجددنا عهدنا لك يا أم الأحرار بأننا «عائدون». ذهبنا إليك أمواجاً ترتاح على شاطئك وسحاباً يزين سماءك. عانقنا كل صخرة من جبالك ونمنا في كل ثلم من حقولك. وغرسنا أنفسنا في أرضك ورفعنا أصواتنا متحدين وقلنا لهم سنبقى ثابتين.
في يوم الأرض، أتينا إليك يا أم الأحرار من أنحاء العالم. من دهاليز المخيمات ومن مدن الشتات. من السهول ومن الغابات، لنصرخ في وجه المحتل ونردد له ما هو عليم به: سترحل. اعلم أنك ذاهب وأن كيانك زائل. اجتمعت الحشود في مصر والأردن وسوريا ولبنان مجددة عهد العودة، كما تجمعت الحشود على أرض فلسطين لتتحدى الاحتلال وتعزز الانتفاضة. وهنا، في جنوب لبنان الصامد، رمز المقاومة والتحرير وأرض الثوار والأبطال، في جبل عامل المزين بالزعتر والقندول، اجتمعوا في القلعة القديمة التي شهدت حجارتها على بسالة المقاومين، من أجلك فلسطين ومن أجل قدسك الشريف.
يا فلسطين الأم، قصدناك معلنين حبنا وطالبين منك الغفران. نحن لم ننسَك يوماً لكننا كجميع البشر لا نخلو من الضعف. لم نكن دائماً موحدين ونحن أعلم بخطايانا. تناحرنا وتشاجرنا وأضعنا دربنا في بعض الأحيان، لكننا في كل مرة نجتمع فيها ندرك أن قوتنا تكمن في عدالة قضيتنا، وفي وحدة صفنا وفي صلابة مبادئنا. نحن أبناء هذه الأرض وروحها. نحن الحياة في جسدها. نحن شجر الزيتون وزهر الربيع. نحن الأمهات والفلاحون. نحن الشهداء والأحياء. كلنا فلسطين.