يبدو أن بلدة بياقوت ستشهد أمّ المعارك البلدية الفرعية. معركة ينفرد بها المتن الشمالي، قد تكون بمثابة مقدمة للصورة الانتخابية النيابية في الـ2013، من حيث التحالفات، إذا وقعت المواجهة بين النائب ميشال المر وحزب الكتائب. وإن كان البعض يشير إلى أن الأمر لا يعدو كونه مجرد منافسة محلية عائلية على مقاعد البلدية. المجلس البلدي في بياقوت، كان الوحيد الذي سلك درب التزكية في المتن الشمالي في انتخابات 2010، بعد حصول توافق عائلي بين مختلف الفرقاء، الذين كان لديهم مرشحون، إذ نجح الجميّل الابن في سحب مرشحه عصام زينون إلى الرئاسة، لمصلحة «لائحة التوافق» التي فازت بالتزكية برئاسة إيلي زينون. الأخير يعرَف بـ«الكتائبي القديم»، بعدما ترأس قسم حزب بياقوت الكتائبي، وانتخب للمرة الثالثة رئيساً للمجلس البلدي، لكن تحت مظلة ما بات يعرف في المتن الشمالي بـ«كتائب المر».
التوافق الذي جمع النائب المر مع الكتائب والعائلات لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما ظهرت الخلافات بين الرئيس المنتخب ايلي زينون، وغالبية أعضاء المجلس البلدي، إلى الواجهة. الأسباب متعددة، منها ما هو سياسي بحت، بين الكتائب والمر، ومنها ما يتعلق بالنهج المتبع من قبل زينون داخل المجلس البلدي، وخصوصاً أنه كان في السنوات السابقة يختار بنفسه فريق عمله البلدي، ويرشح من هو قريب منه. الأمر الذي كان يسهّل عليه العمل ضمن فريق متجانس. وتشير أوساط المر إلى أن زينون شرح للمر أسباب الاستقالة، مشيراً إلى أنها سياسية كتائبية بامتياز. إلا أن الخلافات وصلت الى أوجها، فاستقال ستة أعضاء من أصل تسعة، أعلنوا لاحقاً أنهم قاموا بمحاولات عدة «للتعاون مع رئيس البلدية، لكنه قابلها بالرفض».
اليوم، دعي نحو 579 ناخباً إلى المشاركة في الانتخابات، ومن المتوقع أن تتخطى نسبة المشاركة فيها الـ500 صوت، تتجاذبها الأحزاب، إذ يحضر في البلدة كلّ من التيار الوطني الحر، الكتائب ومناصري المر، فضلاً عن قوة بارزة من الطائفة الشيعية.
وعلى الرغم من أن الطرفين يؤكدان أن المعركة ستكون عائلية صرفاً، إلا أن المؤكد أيضاً أنها ستأخذ طابع المواجهة بينهما، إذ تتجاذبها لائحتان. لائحة أولى برئاسة ايلي زينون، مدعومة من المر، واللافت انضمام عضوين إليها من الطائفة الشيعية، علماً أن المقترعين الشيعة يصل عددهم إلى نحو 120 صوتاً، يقطن معظمهم في منطقة الزعيترية. ويمثّل عددهم نسبة وازنة قد تكون دعماً أساسياً في النتائج النهائية. أما اللائحة الثانية، فيترأسها عصام زينون، الذي لم ينجح في استقطاب الأصوات الشيعية. وفي وقت تشير فيه أوساط مطلعة الى أن «الكتائب» تضع كل ثقلها في مقابل النائب ميشال المر، ينفي المرشح عصام زينون أن تكون المنافسة سياسية، رافضاً وضعه ضمن خانة المرشح الحزبي. وقد أوضح في حديث لـ«الأخبار» أنه «مرشح الضيعة، بعيداً عن انتمائه الحزبي»، وكذلك أعضاء لائحته. وأضاف زينون، الذي أكد فوزه في الانتخابات، إن على كل إنسان التعبير عن رأيه بصدق وصراحة، من دون اللجوء الى تسويات في الانتخابات البلدية، كما حصل في الدورة السابقة.
من جهته لن يخوض المرشح إيلي زينون الانتخابات البلدية بشعارات حزبية على الرغم من العلاقة الوطيدة التي تجمعه بالمر. هو لا ينكر الخلاف السياسي الذي برز بعد استقالة الأعضاء الستة، التي أدت الى حل المجلس البلدي، لكن «لا توجهات سياسية»، يؤكد زينون، فالمنافسة عائلية وهدفها مصلحة البلدة، مرجحاً بدوره نجاح اللائحة التي يترأسها. في المقابل، يشرح مصدر في التيار الوطني الحر أن التيار له حضوره الوازن في بياقوت، لكنه لن يشارك كطرف مباشر في الانتخابات لأن سبب الخلاف بين الطرفين عائلي أولاً، وسياسي ثانياً. ويضيف المصدر إن عصام زينون قد ينال بعض الأصوات العونية، وإن كان التيار بطبيعة الحال «يفضل فوز إيلي زينون، نظراً إلى الخطوات التي اتبعها الأخير سعياً إلى التقرّب من التيار عبر مشاركته في أنشطة نظمها العونيون، وكان آخرها العشاء المركزي في ذكرى 14 آذار».