عطلة نهاية الأسبوع لم تقتصر على حادثة قتل حسن علّو وعائلته على مدخل الهرمل. الجريمة البشعة ترافقت مع إصابة أكثر من عشرة عسكريين خلال اشتباك مع مسلّحين مجهولين في بلدة حورتعلا الواقعة شرقي بعلبك. وفي التفاصيل، ذكرت المعلومات أنه أثناء مطاردة دورية للجيش اللبناني أحد المطلوبين في البلدة المذكورة، تعرّضت لإطلاق نارٍ كثيف نجم عنه إصابة أربعة عسكريين بجروح مختلفة. وأشارت المعلومات المنقولة من غير مصدر الى أن إطلاق النار الذي تعرّضت له الدورية استدعى طلب تعزيزات عسكرية ليتمكن الجيش من سحب جرحاه. وتحدثت المعلومات عن مواجهات تخللها تبادل إطلاق نار بشكل عنيف، استُعملت فيه أنواع مختلفة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وبحسب بلدات مجاورة، حُكي عن سماع دويّ قذائف عدة من نوع «B7». وفي السياق نفسه، قدّرت المعلومات التي حصلت عليها «الأخبار» من مصادر غير أمنية، إصابة ثمانية عشر جندياً من الجيش بجروح مختلفة إثر الاشتباك مع مطلوبين للقضاء بجرائم اتجار بالمخدرات، نُقلوا إلى مستشفى دار الأمل الجامعي. وأشارت المصادر نفسها الى أن إصابات بعض الجرحى كانت طفيفة، تمّت معالجتهم وخرجوا من المستشفى، لافتة إلى أن غالبية المصابين كانوا لا يزالون يخضعون للعلاج، وسط حضور كثيف للشرطة العسكرية.
هوية مطلقي النار بقيت مجهولة، كما أن بيان قيادة الجيش لم يتطّرق إلى تحديدها أو إضافة أي معلومات، باستثناء ما رجّحه أمنيون حول توّرط أحد أبناء ماضي المصري وآخرين معه باستهداف عناصر الجيش. وفيما عُلم أن أحد مطلقي النار أصيب في ساقه، لم يتمكن الجيش من إلقاء القبض على أيٍّ من مطلقي النار، رغم إقفال مداخل البلدة من الجهات الأربع التي تصلها بكل من بريتال والخضر والخريبة والسفري. وقد جرى تنفيذ عمليات دهم لعدد من المنازل في المنطقة الجردية الواقعة في المنطقة المرتفعة من بلدة حورتعلا.
في مقابل المعلومات المذكورة أعلاه، نفت مصادر أمنية ما تردد عن وقوع عناصر من الجيش في كمين نصبه تجّار مخدرات في حورتعلا. ورفضت الحديث عن اشتباك مسلّح، لافتة إلى أن ما حصل لا يعدو كونه إطلاق نار عرضي تعرّضت له دورية الجيش أثناء قيامها بمهمة روتينية. وفي السياق نفسه، أكّدت قيادة الجيش في بيان صادر عن مديرية التوجيه والإرشاد أنه أثناء قيام دورية للجيش بمهمة روتينية في محلة حور تعلا _ بعلبك، تعرضت لإطلاق نار كثيف بالأسلحة الحربية الخفيفة من قبل عناصر مسلحة، ما أدى إلى إصابة عدد من العسكريين بجروح مختلفة غير خطرة. وأشار البيان إلى أن دوريات الجيش تُنفّذ عمليات دهم ومطاردة في المنطقة والجرود المحيطة بها لتوقيف الفاعلين وإحالتهم على القضاء المختص.
تجدر الإشارة إلى أن الجيش اللبناني واصل عملياته الأمنية في بلدة حورتعلا البقاعية نهار أمس، فنفّذ عمليات دهم لعددٍ من منازل المطلوبين هناك، حيث تمكّن من توقيف البعض منهم بتهمة حيازة كميات من حشيشة الكيف والمخدرات. ولهذه الغاية، عزّز الجيش من القوات المنتشرة في محيط البلدة وجرودها. وقد تحدثت معلومات أمنية عن أن الجيش تمكن من تحديد هوية المسلحين الذين أطلقوا النار، ليل أول من أمس، على دورية تابعة له في شوارع البلدة، لكن المعلومات المذكورة أفادت بأنه لم يُعثر على أيّ منهم في منزله، مشيرة إلى أنهم تواروا في جرود البلدة.