«لو أن الوزارات تقوم بمهمّاتها حسب الأصول، لما كان هناك من جمعيات في لبنان». هذا هو رأي رئيسة «تجمّع للحفاظ على التراث اللبناني (APPL)» ومؤسسته، باسكال الانجا، التي تدعو اليوم «إلى الاعتصام في بيروت خلف فندق المونرو لوقف مجزرة الآثار، ورفض تهديم وإزالة أي قسم من أقسام مرفأ ميناء الحصن الفينيقي». تقول الانجا إن «هدف الاعتصام هو تعريف الشعب اللبناني بأهمية المكتشف، وتسليط الضوء عليه». وتؤكد أن «الجمعية ناشطة في كل مواضيع التراث، وتعمل مع باقي الجمعيات على مواضيع أخرى، وخاصة البيوت التراثية، التي لا تدخل اليوم في برنامجها المعلن، لكنها لا تزال كذلك خلف الكواليس». يذكر أن الجمعية كانت قد نظمت في شهر آذار الماضي مسيرة هي الأولى من نوعها في هذا الإطار، هدفها رفع الصوت حول هذا الموضوع. وقد شملت المسيرة حينها زيارة لميدان سباق الخيل الروماني في وادي أبو جميل. أما اليوم، وبما أن «الخطر زال عن الموقع، بعد السابقة التي حصلت حين رفعت الجمعية طلب طعن بقرار مجلس الوزراء أمام مجلس شورى الدولة، وقبل الطعن، بقي أمامنا العمل من أجل المرفأ، الذي سيكون تصاعدياً». وتقول الانجا، إن الجمعية ستسهر على كل القرارات بالنسبة إلى المحافظة على الآثار والتراث، وإن خلص تقرير المديرية العامة للآثار إلى السماح برفع آثار مكتشفة، فقد تدخل الجمعية طرفاً، وتطلب رأي خبير آخر، «فهدفنا الأول هو حماية الآثار»، ما يفرض التساؤل عن وظيفة كلّ من المديرية العامة للآثار ووزارة الثقافة، ودورهما في المستقبل، بما أن الجمعيات باتت ستدخل طرفاً في المقررات.