كأنه لم يكف النحالين ما أصاب قطاعهم هذا العام بسبب الشتاء الذي حلّ ثقيلاً على مواسمهم، حتى أتاهم ما هو أثقل: سرقة رزقهم. فقد انتشرت في الآونة الأخيرة «مهنة» سرقة قفران النحل وطاولت «عدداً كبيراً من المربين في بلدات القبيات وعكار العتيقة والجرد وبربينا»، حسب ما يقول رئيس الجمعية التعاونية المتحدة لتعاونيات تربية النحل في عكار محمد الخطيب، وهو الذي خسر مؤخراً جزءاً من قفرانه في خراج بلدة ممنع. يدرك الرجل الذي تقدم بشكوى أمام مخفر بينو، أن التحقيقات لن «تثمر»، بدليل أنه «حتى الآن لم يجر توقيف أي متهم»، على رغم وجود عشرات الشكاوى أمام النيابة العامة في الشمال. ومن هنا، يناشد «وزيري الزراعة والداخلية والقوى الأمنية والجهات الرسمية المعنية العمل على وضع حد لظاهرة سرقة القفران المتمادية من قبل لصوص امتهنوا هذا العمل التخريبي». هذه المناشدة التي يعدها الرجل «أكثر من ضرورية، خصوصاً أن المربين منوا هذه السنة بخسائر كبيرة، ليس أقلها تلك الناتجة lن تعرّض النحل لمرض التعفن الأميركي»، وهو المرض «المعدي» الذي لا علاج له سوى حرق القفير بكامله. وفي هذا الإطار، ثمة مناشدة أخرى، لكن هذه المرة «لوزارة الزراعة لاتخاذ تدابير صارمة بحق صاحب المنحلة الذي لا يحرق القفير المصاب، وذلك نظراً للضرر الذي يلحقه بفعل انتشار العدوى إلى سائر المناحل».
إذاً، سرقة وتعفن أميركي. هذا ليس كل شيء، فهناك مشكلة التعدي على «النباتات الرحيقية». وهنا، يطالب مربي النحل حسين دياب من عكار العتيقة السلطات المعنية باتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع التعدي على هذه النباتات التي هي مصدر الغذاء الأساسي للنحل، مذكراً بـ«القرار السابق الذي اتخذ في عهد وزير الزراعة السابق شوقي فاخوري والذي يكافح الاتجار بها». ويأسف دياب لرؤية السيارات المحملة بـ«شوالات الزعتر والزوبع التي ينقلها تجار الجملة ويصدرونها إلى دول الخليج العربي». ويشير إلى أن «التجار مسحوا المناطق الساحلية ونظفوها من النباتات، والآن جاء دورنا في المناطق الجبلية».
وفي القبيات، يشكو أحد كبار مربي النحل أندريه الحموي من استخدام مبيدات الأعشاب التي تقضي على كميات كبيرة من النحل، ومن استخدام مادة «لانيت» (Lanette) التي تفتك بجميع أنواع الحيوانات، وهذه الأخيرة، لا تتجنب المادة الفتاكة لأن لا رائحة لها. أما الشكوى العامة، فهي من جميع النحالين احتجاجاً على ضعف فاعلية الأدوية التي تسلمها وزارة الزراعة لمكافحة مرض الفاروا. وهو ما نفاه محمد طالب، المسؤول في مصلحة الزراعة في عكار، الذي قال ان «سوء استخدام بعض النحالين لتلك الأدوية يضعف فاعليتها».