راجت في السنوات الأخيرة عملية استخدام حبات البندورة الصغيرة، أو ما يعرف بـ«البندورة البلحيّة» في أطباق السلطات في المطاعم اللبنانية. بعد الرواج، أصابت العدوى مطابخ البيوت، لما لهذه الثمرة من طعم مميز يميل إلى الحموضة، فيذكّر بنكهة ثمار البندورة البعليّة، التي تنمو من دون ريّ، فضلاً عن شكلها الجميل، كيفما قُطِّع يبقَ لافتاً في طبق سلطة الخضار.لم يطل الأمر، حتى لجأ المزارعون إلى تعميم زراعتها، وهي التي بدأت التجارب عليها في الخيم البلاستيكية إلى جانب البندورة الكبيرة. وفي هذا الإطار، يقول المزارع حسين إبراهيم: «قمنا بتجارب على زراعات متنوعة ومختلفة لم ينجح منها إلا البندورة البلحية التي تحمل الشتلة منها كمية كبيرة من الثمار، وسعرها في السوق مرتفع، ولها جدوى اقتصادية، ولذلك صرنا نشجع المزارعين والفلاحين على زراعتها وتعميمها».
ما يدفعه المزارع على البندورة البلحية من ريّ وعناية وأتعاب يمكنها بالإنتاج أن «تردّه» مع قيمة مضافة، وتوفر للمزارع سعراً جيداً. ويتابع إبراهيم: «صرنا نبيعها للمطاعم الفخمة في بيروت والمناطق بعدما صنّفت من النوع المميز». أما سعر الكيلوغرام الواحد منها فيبلغ 2500 ليرة خلال موسم الصيف، ويصل سعرها في فصل الشتاء إلى سبعة آلاف ليرة وربما أكثر.
تنمو هذه النبتة «معروشة بشكل غير محدود وكبير»، وقد يصل ارتفاعها إلى أربعة أمتار. وهي تحمل بكثافة على شكل مجموعات تنتشر على امتداد الشتلة تشبه عنقود العنب.
أما عن وقايتها من الأمراض، فأنجح وسيلة هي زراعة شتول الحبق (الريحان) العريض، حيث تزرع، لأنها تحميها. هذه الطريقة منحت المزارعين «رفاهية» التخلص من استخدام المبيدات، حتى الكبريت «لم نضع منه عند كعبها».
تزرع شتلات الحبق قريبة من شتلات البندورة أو في الوسط بين شتلة وأخرى. وفي آخر المطاف، «يمكن الاستفادة من هذا الحبق وقصه وبيعه وتسويقه، ونحن أصلاً نحتاج إلى هذا النوع من الأعشاب»، يقول إبراهيم.
يمكن زراعة البندورة البلحية داخل الخيم البلاستيكية أو خارجها، لكنها تحتاج إلى «عريشة»، أو إلى «سيبة» تساعدها على الانتشار والارتفاع.
تتفوق النظرة تجاه البندورة البلحية من حد اعتبارها من الخضار إلى حدّ تشبيهها بالفاكهة، والسبب أن المطاعم باتت تقدمها كمقبلات مع المشروبات المختلفة، إذ تؤكل الثمرة بحد ذاتها كأي ثمرة فاكهة، ويمنحها طعمها الحامض والمميز سبباً لرواجها والتهامها مع شيء «من التحبب والغنج»، وتقديمها ضمن الوجبات. وقد صار هذا التوجه أمراً بديهياً في المطاعم الكبيرة. أما في المطاعم المتوسطة والعادية فتقدم بناءً على الطلب.