صمّم المتحف الوطني في بيروت موقعه الإلكتروني الجديد لدعم عملية التعلم، وشرح المعلومات التاريخية للطلاب بطريقة حديثة. الموقع أنشئ بعد الاحتفال بالعيد السبعين للمتحف في أيار الماضي، وهو يعرض تاريخه والقطع المعروضة فيه باللغتين العربية والإنكليزية. فالصفحة الأولى تبرز صوراً لـ 4 قطع أثرية أساسية: ناووس أحيرام، تمثال آلهة الشفاء هيجيا، فسيفساء الحكماء السبعة، والكنز المملوكي. تأخذ كل صورة المتصفح إلى فيلم فيديو (لا تزيد مدته على 3 دقائق) يشرح بالصوت والصورة اكتشاف القطعة وأهميتها بالنسبة إلى لبنان. على الشاشة، تضاء أحرف الكتابة الفينيقية على ناووس أحيرام، فيتخيل المرء كأنه يقرأ ما كتب قبل 3000 سنة، وتبرز منحوتات الناووس المغطاة باللون الأحمر، التي لا ينتبه إليها المرء عادة. ويشرح الموقع كيف اكتشف تمثال الآلهة هيجيا في جبيل، حيث تظهر الخريطة وإعادة تكوين شكل الهيكل، الذي كان موضوعاً فيه، فتبدو القطعة الأثرية في سياقها التاريخي المحدد قبل 2000 عام.
أما بالنسبة إلى الكنز المملوكي، فتأتي النصوص لتفصل عملية نحت وصقل المجوهرات الذهبية التي تبرز الفن الإسلامي. هكذا، أنجزت الأفلام لتكون تربوية بالدرجة الأولى، وتثقيفية بالدرجة الثانية. هذا المبدأ معتمد في أكبر متاحف العالم، مثل اللوفر الفرنسي أو سميثونيان الأميركي، او المتحف البريطاني، التي تترك على مواقعها على الإنترنت فقرة مخصصة بالتربية، تعرض فيها قطعاً أثرية تجذب الطالب.
هذه المتاحف تتضمن أقساماً متخصصة في التربية، يعرض كل منها عشرات القطع بأفلام تثقيفية، لكن بما أنها الخطوة الاولى للمتحف الوطني في بيروت، فقد اقتصر العمل على أربع قطع، وعلى فيلم عن تاريخ المتحف وتأسيسه. يذكر أنّ الأفلام محملة على موقع «يوتيوب»، ما يسمح للزائر بأن يحفظها على حاسوبه الخاص، ويعيد عرضها من دون إنترنت. وقد اعتمد هذا المبدأ للسماح لأساتذة المدارس باستخدام هذه المادة في
صفوفهم.
أما صفحات الموقع الاخرى، فتعرض القطع الأثرية بحسب تسلسلها الزمني، وقد زودت كل قطعة بصورة عالية الجودة، وبنص يبرز اكتشافها واهميتها. وفي ما يتعلق بصفحة «ما أعطاه المتحف الى العالم» يجري اختصار مشاركة لبنان في تاريخ البشرية بأسطر قليلة، وكيف كان له تأثير في مجراه وتطوره من اكتشاف الكتابة إلى الأرجوان والزجاج المنفوخ. وفي الموقع أيضاً صفحة متخصصة «لبوتيك المتحف»، وهي صالة بيع التذكارات التي تديرها المؤسسة الوطنية للتراث، التي تعد الممول الأول لمصاريف المتحف اليومية والصغيرة. أما عنوان الموقع، فهو:
www.beirutnationalmuseum.org