منذ نشأتها، تنتهك «إسرائيل» سيادة لبنان من باب موارده الطبيعية، الأمر الذي يؤدي إلى خسائر ضخمة تتراكم عبر السنين. على سبيل المثال، لا يزال إلى اليوم جزء كبير من الأرض التي زرعها المعتدي بألغامه وقنابله العنقودية متروكة، لا يستفيد منها أحد. وقد تحولت البساتين إلى أرض سليخ والأشجار صارت عقيمة. غازنا، الذي لم نشتمّ رائحته بعد، يخضع حالياً لعملية ابتزاز يقول بعض العارفين إن الأميركيين ينفذونها لمصلحة «إسرائيلهم» على أساس «الغاز مقابل المقاومة». ماؤنا تحت رحمة الغاصب المحتل الذي لم ولن يكتفي بفلسطين، وهو منذ البداية طامع بلبنان وبثروته المائية. من لا يتذكر «عملية الليطاني» عام ١٩٧٨ التي كان أحد أهدافها المعلنة السيطرة على مياه أطول أنهار لبنان وأغزرها؟ ألم تكن الماء جزءاً أساسياً من اتفاقية ١٧ أيار ١٩٨٣ المعيبة، التي وُقّعت في عهد أمين الجميّل، الذي سهل وصوله ودعمه الاحتلال الإسرائيلي، كما أفاد أشخاصاً ومجموعات أصبحوا اليوم من أركان السياسة في البلد؟ هل يدرك هؤلاء وأتباعهم وحلفاؤهم أن إسرائيل تحاول منع أهل الجنوب من استغلال حصتهم من مياه الأنهر التي تنبع في وطن الكرامة والشعب العنيد، مثل الحاصباني والوزاني؟ هل يعلمون أنه لو لم يكن هناك توازن رعب فرضته المقاومة لكانت أرضنا قد تصحرت وأنهارنا جفت وحقولنا ذبلت؟ هل يعلمون أننا كنا فلاحين أبناء الأرض، والآن أصبحنا طيارين أبناء السماء؟ هل يعلمون أننا صبورون لأننا نعلم أن الماء لنا والأرض لنا والحقول لنا والزيتون لنا والسماء لنا؟ ولكننا مندهشون من وقاحتهم عندما يفتحون أفواههم ويخرج منها كلام مطابق لتصاريح العدو. نسألك أن تعلمنا الصبر يا أيوب فنحن بك أقوياء...