يعود بناء التكية المولوية في طرابلس إلى عام 1619 على يد صمصمجي علي، الذي شيدها قرب قلعة طرابلس، على ضفة نهر أبو علي، وسط بساتين الليمون والزيتون. أطلق على التكية هذا الاسم لأن الدراويش الذين أقاموا فيها اتبعوا الطريقة الصوفية المولوية لمؤسسها جلال الدين الرومي، وهي واحدة من سبع تكايا رئيسية انتشرت في العهد العثماني، وتعدّ الثانية من حيث الأهمية بعد تكية قونيا، تليها تكيات القاهرة، القدس، دمشق، حلب، قبرص وساراييفو.يعدّ ابن محاسن الدمشقي أول من أرّخ لبنائها، كما أن الشيخ عبد الغني النابلسي الذي زارها أواخر القرن السابع عشر وصفها بـ«الجنة». بقيت التكية، التي تقارب مساحتها 200 متر مربع ومكونة من 3 طبقات، صرحاً دينياً وتعليمياً ومؤسسة خيرية حتى لحقها بعض التشويه إثر فيضان نهر أبو علي عام 1955، ثم توقف النشاط فيها عام 1963 بعد وفاة الشيخ أنور مولوي آخر المشايخ الذين كانوا يشرفون عليها. ولهذا حملت عائلته لقب مولوي، إلى جانب عائلات أخرى، مثل: الدادا وطبيخ (الذين كانوا يُعدّون الطعام لنزلاء التكية كل يوم جمعة).
تعرضت التكية أثناء الحرب الأهلية لتعدّيات عدّة من قبل تجار آثار ومهجّرين سكنوا فيها، وأصبحت خربة، إلى أن قام رئيس لجنة الآثار والتراث في بلدية طرابلس خالد تدمري بإقناع الحكومة التركية وبلدية قونيا بإعادة تأهيل التكية على نفقتهما عام 2008. ووقّعت اتفاقية توأمة بين المدينتين في عهد المجلس البلدي السابق.
أعمال التأهيل توقفت بعد انتهاء المرحلة الأولى «لأسباب إدارية وأمنية» حسب تدمري، الذي أوضح أن «المراحل النهائية من تأهيلها ستنفذ العام المقبل، وسيتم افتتاحها وإعادة إحيائها رسمياً».