من الحرمان ينطلق رئيس اتحاد بلديات شرقي بعلبك عبد اللطيف الموسوي، ليشرح الأسباب التي دفعت إلى إنشاء اتحاد قوي يحلّ المشاكل التي لا تستطيع تحمّلها كلّ بلدية على حدة. وبالفعل نجح الاتحاد إلى اليوم في خوض هذا التحدي وأنجز العديد من المشاريع، في مقدمها شبكات مياه شفة وآبار ارتوازية، «ما أبعد شبح أزمات المياه عن هذه القرى، لولا ضعف التيار الكهربائي الذي لا يشغّل محطات ضخ المياه» يقول الموسوي.ومن المشاريع التي نفّذها الاتحاد شبكة طرقات داخلية في البلدات (مساعدة بلدية الخريبة على تعبيد طرقاتها الداخلية بقيمة 60 مليون ليرة)، وأخرى تصل القرى بعضها ببعض، فضلاً عن تشجيرها، بالإضافة إلى إنشاء حديقة عامة وأخرى للأطفال في النبي شيت بقيمة 100 ألف دولار، ومساعدة بلديتي سرعين على إقامة ملعب كرة قدم بمبلغ50 ألف دولار.
لكن الاتحاد، بحسب الموسوي، يعاني مشكلة مشروع الصرف الصحي ومعمل النفايات. وأوضح أن «الدراسات الخاصة بشبكات الصرف الصحي ومحطات التكرير منجزة، لكنها تفتقد الجهة المانحة والممولة، على الرغم من سعينا المستمر سواء في الوزارات أو مع النواب والجهات المانحة. تواصلنا مع الصندوق الكويتي بشأن المشروع، لكن السؤال الأساس الذي وجّه لنا كان عن المكان الذي ستُجر إليه المياه المبتذلة، وإجابتنا كانت نهر الليطاني، فرفض التمويل. وأوضح الصندوق أن دولة الكويت لا تعمل بتمويلها على نقل المشكلة من مكان إلى آخر، وإضافة مشكلة أكبر وأكثر ضرراً».
شبكات الصرف الصحي في بلدات النبي شيت وسرعين الفوقا والتحتا أنجز منها ما يقارب 40%، فيما لا يزال 60% من الأهالي يعتمدون على الجور الصحية. أما بلدة الخضر فقد أنجزت فيها شبكة الصرف الصحي كلها وذلك بفضل هبة من الاتحاد الأوروبي قيمتها 250 ألف يورو. باقي قرى الاتحاد لا تزال من دون شبكات صرف صحي كلياً، وبذلك يكون مشروع الصرف الصحي ومحطات التكرير، «هدفاً كبيراً» بالنسبة إلى الاتحاد، وخصوصاً أن كلفته «كبيرة جداً» بحسب الموسوي، كاشفاً عن مساع حثيثة في وزارة الطاقة ومجلس الإنماء والإعمار للحصول على التمويل اللازم لتنفيذ المشروع الحيوي، والابتعاد عن مجرى الليطاني، مشيراً إلى إمكانية إقامة محطة تكرير في سهل بلدة تمنين التحتا تفيد منه سائر البلديات من جهة شرقي بعلبك أو غربيها.
من جهة ثانية، وفي إطار محاولات مكافحة التصحر، تمكن اتحاد بلديات شرقي بعلبك من التوقيع مع برنامج الأمم المتحدة على إقامة مشتل وحفر بئر إرتوازية وتمويل تنفيذهما، وذلك بعدما تقديم الاتحاد في النبي شيت 2000 متر مربع. وأشار الموسوي إلى أن فكرة المشتل جاءت نتيجة التصحر الذي يواجه المنطقة من جهة، والتكاليف الباهظة التي دفعها الاتحاد لتشجير الطرقات التي تصل قرى الاتحاد بعضها ببعض، والأزهار والشتول التي غرست على طريق عام رياق ـــــ بعلبك، وبلغت كلفته الإجمالية 100 مليون ليرة.
يذكر أن الاتحاد يتألف من 6 بلديات هي النبي شيت، جنتا، سرعين الفوقا والتحتا، الخضر والخريبة.