امتهن سامر (اسم مستعار) السرقة لكسب رزقه. نفّذ عمليته الأولى بنجاح ليكسب مئة ألف ليرة. النجاح الذي تحقّق شجّعه على خوض العملية الثانية لكن لم يقدّر له أن يستمر في هذه «المهنة»، فقد تمكّن عناصر من القوى الأمنية من توقيفه أثناء محاولته بيع هاتف خلوي نجح في سرقته من أحد المنازل، فيما كانت غلته من السرقة الأولى قجّة تحوي نحو مئة ألف ليرة. وبذلك كانت حصيلة مسيرته من عمليتي السرقة اللتين قام بهما لا تستحق المأزق الذي ورّط نفسه فيه.وكان الموقوف سامر يعمل بصفة عامل باطون في مشروع في منطقة جوار أدما، وعند منتصف ليل أحد الأيام قصد منطقة أدما موطّناً نفسه على السرقة، عازماً على ألّا يتراجع أبداً. بدأ يراقب المنازل والأبنية حتى وصل الى بناية مزرعاني فتسلّق شجرة ملاصقة للبناء وقفز منها الى شرفة منزل سامي م. الكائن في الطبقة الثانية، ودخل من باب الشرفة الى غرفة نوم الأولاد الذين كانوا نياماً. شاهد «قجّة» معدنية موضوعة على المكيّف فحملها الى المطبخ وفتحها بواسطة سكين، ومن ثم سرق الأموال التي كانت بداخلها من قطع نقدية وورقية بلغ مجموعها قرابة المئة ألف ليرة لبنانية، قبل أن ينصرف بالطريقة نفسها التي دخل بها.
وفي الليلة نفسها انتقل سامر الى بناء آخر في المنطقة عينها، حيث صعد الدرج وقفز من شباك منور الدرج الى شرفة منزل شربل ز. الكائن في الطابق الثاني، ودخل من باب الشرفة الى المنزل وبدأ بالتفتيش، فعثر على جهاز خلوي موضوع على طاولة من الخشب بالقرب من الحمام، فسرقه وغادر المنزل بالطريقة نفسها.
وفي الصباح التالي، توجه المتّهم سامر الى مدينة طرابلس وحاول بيع الجهاز الخلوي المسروق، إلّا أن القوى الأمنية تمكّنت من توقيفه. وقد اعترف لدى استجوابه في التحقيقات الأولية والاستنطاقية بالجرائم المنسوبة إليه، وأدلى بأنه نادم على فعلته، مضيفاً إنه ارتكب تلك السرقات بسبب وضعه المادي السيئ.
قررت محكمة الجنايات في جبل لبنان إنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة غيابياً بحق سامر، ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة بسبب تواريه واعتباره فارّاً من وجه العدالة.
(الأخبار)