بعد مرور 5 أيام على اعتبار الحكومة مستقيلة ودخول الوزارات في إطار تصريف الأعمال، شاع بين المواطنين جو مفاده أن الأمن في البلاد سيهتز، وأن القوى الأمنية ستتراخى في القيام بمهماتها، وذلك إزاء انشغال أغلب المسؤولين بالأزمة السياسية. علم العاملون في وزارة الداخلية بهذا الجو، فبادر الوزير زياد بارود إلى الإيعاز للمديرية العامة لقوى الأمن الأمنية بإصدار بيان يوجّه إلى المواطنين، بهدف «أن لا يتصور البعض أن مرحلة تصريف الأعمال تعني انكفاء الوزير عن دوره. بل على العكس، في هذه المرحلة يكون العمل مضاعفاً للحفاظ على أمن الناس»، على حد قول أحد المسؤولين في الوزارة.صدر بيان قوى الأمني الداخلي، أمس، أهابت فيه بالمواطنين وطلبت منهم «تجنّب ارتكاب المخالفات، ولا سيّما تلك التي تمثّل خطراً على السلامة العامة، حفاظاً على حياتهم وحياة الآخرين، وضرورة تسوية أوضاع مركباتهم غير القانونية في الدوائر الرسمية والتقيّد بقانون السير»، مؤكدّة أنها «لن تتوانى عن اتخاذ كل التدابير القانونية المناسبة بحق المخالفين، وذلك عملاً بتوجيهات معالي وزير الداخلية والبلديات، وانسجاماً مع سياسة الإرشاد والتوعية التي تنتهجها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في مجال السلامة المرورية، وبغية الحدّ من حوادث السير وتقليص ضحاياها». وذّكرت المديرية في بيانها المواطنين بأنّ دورياتها «منتشرة على جميع الأراضي اللبنانية، ومستمرة في حملتها للتشدد في تطبيق أحكام قانون السير والأنظمة المرعية الإجراء، وعدم التساهل مع المخالفين والعمل على تنظيم محاضر ضبط بحقهم بكل دقة وحزم، ولا سيّما مخالفات محاضر ضبط رادارات السرعة وعدم وضع حزام الأمان».
يُشار إلى أن حملة تفعيل رادارات السرعة، التي بدأت بتاريخ 8/11/2010، خلصت إلى تحرير 76424 محضر ضبط حتى يوم أول من أمس، وقد لوحظ أنه منذ بدء الحملة «تراجع عدد حوادث السير وكذلك أعداد القتلى والجرحى الناتجة منها». طبعاً، لم تنته حوادث السير نهائياً على الطرقات، فقد توفيت أمس المواطنة أدال باسيل نتيجة تعرضها لحادث سير على طريق عام جزين ـــــ الجنوب، كذلك أصيب زوجها ميلاد بكسور ورضوض، فنُقل إلى أحد مستشفيات المنطقة للمعالجة.
حادث مروّع آخر حصل ليل أو من أمس على طريق عام طاريا ـــــ غربي بعلبك (رامح حمية)، حيث توفي الجندي في الجيش اللبناني عباس حمية وزوجته بتول حمية، نتيجة حادث اصطدام بين السيارة التي كانا على متنها وسيارة ثانية من نوع «فان مرسيدس». أصيب في الحادث شقيق القتيل والمواطن أحمد ح. بجروح خطرة، نقلا على أثرها إلى أحد مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج اللازم. يشار إلى أنّ حوادث كثيرة لا تكون بين سيارات، إذ تُسجل نسبة كبيرة من حوادث الصدم التي تؤدي إلى سقوط ضحايا. من هذه الحوادث ما سجل في منطقة حاروف ـــــ الجنوب، حيث أصيب المواطن مسلم ج. بجروح نتيجة تعرضه لصدم سيارة بقيادة المواطن علي ح. نقل على أثرها إلى أحد مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج، وقد أطلق سراح الصادم بعدما أوقفته القوى الأمنية، لأنه «تعهد بدفع كل تكاليف العلاج، ولأن الحادث قضاء وقدر».