عندما أنهى جوزف سلمون (35 عاماً) إجازته في الهندسة من الجامعة اللبنانية عام 1999، كانت الأخيرة تفتتح بالتعاون مع جامعة ليون 2 في فرنسا «ماستر» جديداً في التنظيم المدني، انتسب إليه ليكون من متخرجي دفعته الأولى، بتفوق أهّله للحصول على منحة للسفر ومتابعة الدراسة في فرنسا، على أن يختار بين التخصّص العملي والدكتوراه. واختار الاثنين وأنجزهما في وقت قياسي.إشراك السكان في السياسات العامة كان فكرة جديدة آنذاك، عمل عليها سلمون بشغف، خصوصاً بعدما أرسل تجمّع بلديات ليون في طلبه ليكون مسؤولاً عن مشاركة السكان في التنظيم المدني لمشروع إعادة إحياء النهر الذي يعبر المدينة. من خلال عمله الذي استمرّ نحو ثماني سنوات، استطاع أن يؤسس لمنهجية علمية تساهم في تطبيق هذ الآلية، وأصدر للغاية كتابه المعتمد في مختلف جامعات فرنسا pédagogie de la ville.
في عام 2005 حصل على الجنسية الفرنسية، فتقدّم بامتحان دخول يؤهله لأن يكون «مهندس بلديات». حلّ أول في كلّ فرنسا، وتسلّم مسؤولية التنظيم المدني في خمس مدن كبيرة شرقي ليون، «صعبة وفيها مشاكل معقدة، مثل مشاريع وسط بيروت».
بقي في ليون حتى عام 2009، تاريخ تقدّمه إلى امتحان قبول فئة أولى بالدولة (مدير عام في لبنان) ونجح فيه، فيما رسبت مديرتاه. «صرت مضطراً للذهاب إلى باريس لكي أعمل وفق شهادتي. في ذلك الوقت كان تجمّع بلديات «سيرجي بونتواز» يفتش عن مخطّط مدن نجح في الامتحان، عرضوا عليّ الموقع وتسلمت قسم التنظيم المدني والـ«لاند سكايب».
ويخطط هذا القسم لكثير من المشاريع الوارد ذكرها في النص أعلاه، إضافة إلى اقتراح مشاريع قوانين.
قبل فترة حصل على توصيف من الدولة هو مخطط مدن، فصار معترفاً به عالمياً. وهو اليوم مسؤول عن جمعية المنظمين البلديين في كلّ بلديات فرنسا، ويفترض أن يقوم بجولة عامة عليها بعد عودته إلى فرنسا.
أكاديمياً، عيّن أستاذاً في جامعة باريس 8، حيث يجري التحضير لإعداد دبلوم تقني في التنظيم المدني. هو أيضاً مسؤول لجنة معادلات الدبلوم في كلّ فرنسا ومسؤول في مباريات الدولة. أي لا مفرّ منه (Incontournable) بالنسبة إلى طلابه الذين يرونه في الجامعة، المعادلات ومباريات الدولة.
يحب عمله كثيراً «وهدفي تنمية هذه المهنة المهمة جداً التي لا تزال غائبة عن لبنان». عندما التقيناه في لبنان خلال عطلة رأس السنة، كان يعطي محاضرات في كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية حيث تخرّج. هو أستاذ متعاقد مع الجامعة التي يفاخر بالانتماء إليها، لكنه لم يتفرّغ فيها بعد «لأنو ما صاقبت. لاحقتها فترة بس...». يضحك، ونضحك. التتمة ليست أحجية.