بطن مليان كيف تمام

  • 0
  • ض
  • ض

عندما التقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نظيره الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض منذ عشرة أيام، لم تكن المحكمة الدولية ودعم الحريري وإسقاط س ـــــ س ومحاولة ضرب المقاومة هي البنود الوحيدة على جدول الأعمال، بالرغم من اهتمام أميركا المعهود بسلامة وأمن لبنان واللبنانيين. فقد حمل ساركوزي معه أجندة عبّرت عن هموم العالم في ما يتعلق بقضية ارتفاع أسعار الغذاء الذي يسبب أزمات عالمية أصبحت تأتينا اليوم على نحو متسارع ودوري. وقد طالب الرئيس الفرنسي بالعمل على إيجاد تدابير ووسائل تضمن بعض الاستقرار لأسعار السلع الغذائية الأساسية. وبما أن الأيدي الأميركية مكتوفة أمام مصالح الشركات العملاقة التي تستفيد من غياب الاستقرار لتحقيق أرباح خيالية، حاول ساركوزي إقناع أوباما بالإشارة إلى التحركات الشعبية الغاضبة التي انتشرت في العالم، وخاصة في الوطن العربي، والتي أدت لاحقاً، في تونس، إلى انهيار نظام بن علي. فمن مصلحة الإمبراطورية أن تبقى الديكتاتوريات العربية سالمة ليبقى شعبنا مطواعاً، يئنّ تحت نير أنظمته التي لا تقاتل إلا مواطنيها العزل واستخباراتها التي لا تهتم إلا باضطهاد الناشطين المحليين وبالتغطية على الفساد. وبنظر الحكام في الغرب كما في الشرق، تتلخّص المقاربة الأساسية لإبقاء الشعوب في حالة هدوء في إبقاء بطونها ممتلئة بالأغذية الرخيصة والمستوردة. وقد أكدت القمة الاقتصادية العربية التي عُقدت أخيراً في شرم الشيخ انسياق الحكام العرب خلف هذه النظرية، إذ إنهم لم يكترثوا (ظاهرياً) بالثورة التونسية، مؤكدين ضرورة إيجاد حلول لارتفاع أسعار الغذاء والتعاون الأمني. سلوك ممكن اختصاره بالتوصية الآتية: إن لم تستطيعوا إطعامهم الخبز، فأشبعوهم ضرباً...

0 تعليق

التعليقات