تعرّف محمد (اسم مستعار) من خلال عمله في مجال تأجير السيارات على حمزة (اسم مستعار)، الذي كان يحضر مع صديقه كمال (اسم مستعار) لاستئجار السيارات من المكتب. فتوطدت العلاقة بينهما وأصبحا يخرجان معاً برفقة كمال. وفي إحدى المرات، لدى وجود الثلاثة على الكورنيش البحري، اضطر كمال إلى المغادرة، فيما بقي الآخران. فأخبر حمزة محمد أنه يروّج دولارات أميركية مزوّرة ومعه بعض منها، ويمكنه المباشرة في ترويجها. فوافقه محمد، وانطلقا بسيارة حمزة إلى محلة الحمرا. ولدى وصولهما، سلّم حمزة إلى محمد ورقة مزوّرة من فئة المئة دولار، وطلب إليه أن يقصد مطعم بربر لشراء السندويشات والمرطبات. دخل محمد المحل واشترى السندويشات، وسلّم عاملة الصندوق الورقة المزوّرة، فاقتطعت ثمن السندويشات والمرطبات وأعادت إليه الفارق بالعملة اللبنانية، دون أن تكتشف أمر الورقة المزوّرة. بعدها طلب حمزة إلى محمد أن يقصدا محلة البربير لشراء طعام من أحد المحال، وسلّمه لهذه الغاية ورقة مزورة أخرى من فئة المئة دولار. وبعدما اشترى محمد الطعام، دفع الثمن بالورقة المزوّرة من دون أن يكتشف أمرها أصحاب المحل الذين أعادوا إليهما الفارق بالعملة اللبنانية. أنهيا نهارهما وقررا العودة إلى المنزل. وفي الطريق، طلب محمد من حمزة أن يجلب له مبلغ ألف دولار مزوّرة كي يروّجها لحسابه الخاص، على أن يسدّد محمد ثمن كل ورقة مزوّرة من فئة المئة دولار، ثمانية دولارات صحيحة.
وبعد الاتفاق، سلّم حمزة في اليوم التالي محمد ألف دولار مزوّرة، فاستبقاها معه حتى اليوم التالي، حيث قصد عمله في محلة الروشة، وهناك قصد أحد الفنادق واشترى بطاقة تشريج هاتف خلوي من إبراهيم ك.، ونقده ورقة مزوّرة من فئة المئة دولار، فأعاد له الباقي بعد اقتطاع ثمن البطاقة بالعملة اللبنانية، من دون اكتشاف أمر التزوير، وعاد محمد إلى محله. وبعد نحو ساعتين، عاد وقصد مجدداً الفندق وطلب إلى أحد معارفه علي ع. أن يشتري له بطاقة تشريج ونقده ورقة مئة دولار مزوّرة، من دون علم علي. وبعد ذهاب هذا الأخير لشراء البطاقة، عاد وأعلم محمد أن ثمة شخصاً في المحل قال له إن الورقة مزوّرة، بعد فحصها. فقال له محمد إنه سيعالج الأمر، وعادا معاً إلى محلة الطريق الجديدة، حيث مكثا بعض الوقت وقصدا مدينة صيدا بسيارة كان محمد قد استأجرها من عماد م. وكان قد انكشف أمر التزوير من قبل مفرزة الاستقصاء، فطلب بعض رجال المفرزة، أثناء القيام بخدمة الدورية، من عماد استدراج محمد إلى محلة الكولا لتسلّم السيارة. فاتصل عماد هاتفياً بمحمد، الذي عاد بالسيارة مع صديقه علي فأوقف. ولدى تفتيشه، ضُبط في حوزته مبلغ ثمانمئة دولار أميركي مزوّرة من فئة المئة دولار، وهي التي بقيت بعد ترويج المئتي دولار أميركي، ولم يكن علي على علم أو معرفة بما كان يفعله محمد، فيما بقي حمزة متوارياً عن الأنظار.
أصدر قاضي التحقيق في بيروت قراراً أحال بموجبه محمد وحمزة أمام محكمة الجنايات للمحاكمة، طالباً لهما عقوبة الأشغال الشاقة من ثلاث إلى خمس عشرة سنة.
(الأخبار)