فيما الزعماء السياسيّون يتصارعون في موضوع الحكومة، يستمر مسلسل الموت «العبثي» على الطرقات في حوادث السير بحصد أرواح المواطنين. مصطلح «العبثي» هذا يُسجل لوزير الداخلية والبلديات زياد بارود، بعدما أطلقه قبل أشهر في مؤتمر صحافي عُقد للبحث في حلول للحد من تفاقم أعداد ضحايا هذه الحوادث. وبالفعل، نجحت بعض الإجراءات التي بوشر العمل فيها مع نهاية العام الماضي، مثل تفعيل العمل برادارات ضبط السرعة الزائدة، في الحد من تفاقم حوادث السير وما ينجم عنها من قتلى وجرحى. لكن مع بداية العام الجاري ودخول البلاد في أزمة سياسية حول شكل الحكومة المرتقبة، عادت على ما يبدو نسبة الحوادث إلى الارتفاع، فبعد الحادث الذي حصل قبل يومين في منطقة طبرجا، والذي راح ضحيته 4 مواطنين وإصابة آخرين، إضافة إلى مقتل مواطنين وإصابة 10 مواطنين بجروح مختلفة، وقع أمس حادث سير في منطقة جدّايل (قضاء جبيل ـــــ جوانا عازار) بين سيّارتين الأولى من نوع Opel Ascona كان يقودها الياس غ. (من بلدة لحفد) والثانية من نوع Land Rover كانت تقودها المواطنة فروزيا فاضل (من بلدة ترتج)، ما أدّى إلى مقتل السيّدة المذكورة وإصابة الأول اصابة وصفت بالخطيرة، نقل على اثرها إلى أحد مستشفيات المنطقة لتلقّي العلاج. يُشار إلى أن الحادث حصل داخل موقف السيّارات التابع للمبنى الذي يسكنه كلّ من سائق السيارة الأولى والقتيلة، والمطلّ على الوادي الفاصل بين بلدتي جدّايل وحصرايل. وتشير المعلومات الأوليّة الى أنّ السيارة كانت متوقّفة أمام السيّارة الثانية التي تقدّمت باتّجاهها (عن طريق الخطأ أو نتيحة عطل تقنيّ) فدفعتها من الموقف الى الوادي، قبل أن تسقط بدورها في الوادي أيضاً. توفيت السيدة فاضل على الفور، ونقل المصاب إلى المستشفى، ثم حضرت القوى الأمنيّة الى المكان لإجراء التحقيقات اللازمة.أخيراً، يُشار إلى أن طرقات جبلية كثيرة في لبنان، في مختلف المحافظات، ليس على اطرافها المطلة على الأودية أي حواجز اسمنتية أو معدنية، ما يؤدي إلى سقوط السيارات إلى القعر نتيجة حصول انحراف في المسار، وبالتالي يصبح من الصعب نجاة السائق بعد سقوط سيارته، ولربما بقي حياً لو وجدت الحواجز المذكورة.
(الأخبار)