فجأةً، اشتعلت سيارة مرسيدس في وسط طريق فرعي في بلدة عيترون الجنوبيّة. المشهد الذي وقع قبل خمسة أيام أقلق الأهالي، فالحادث مرتبط بقضية سرقة تثير الحيرة والشكوك.
تعود ملكيّة السيارة إلى ب. م، وهو كان قد ادّعى بأنه تعرّض للسرقة من قبل شخصين مسلّحين، وأنهما اعتديا عليه بالضرب وعمدا الى سرقته، ومن ثمّ إحراق سيارته والفرار الى جهة مجهولة. الحادثة بدت غريبة جداً على أبناء المنطقة، لكن ب. م صرّح لـ«الأخبار» أنه «أثناء توجّهي ليلاً، الساعة السابعة مساءً إلى منزلي، الذي لا يبعد كثيراً عن مكان الحادث، فوجئت بشخصين ملثّمين يخرجان من كرم زيتون، أحدهما يحمل مسدّساً والآخر يحمل رشّاشاً صغيراً. ثم وقف الأول أمام سيارتي فتوقفت، ثم سألني من أين أنت؟ فقلت له من بلدة النبي شيت في بعلبك وأقيم في عيترون، فقال لي أعطني حقيبتك، سألته لماذا يريد الحقيبة؟ عندها قال لي أعطني هويتك وافتح صندوق السيارة الداخلي».
يضيف ب. م. أنه رفض الانصياع لما أمره به الملثمان، وقال «عندها ضربني أحدهما بالمسدّس على رأسي، وأخرجني عنوة من السيارة، قبل أن أعطيه ما لديّ من المال، وهو مبلغ 800 دولار، ثم أبعدني الرجلان الملثمان عن السيارة، وعمدا الى ضربي ضرباً مبرحاً على رأسي وبقيّة أنحاء جسدي، فأغمي عليّ، وبعد نحو 10 دقائق نهضت لأجد سيارتي تشتعل بالنيران».
القوى الأمنيّة فتحت محضراً بالحادث، واستجوبت المدعو ب. م. لكن «هناك أمراً غامضاً، لا نعرف سرّه، فلا بدّ أن لما حصل أسباباً أخرى نجهلها، وخصوصاً أن السارقين عمدا الى إحراق السيارة في مكان ليس بعيد عن الأحياء السكنية»، وفق متابعين.
لا تزال الأخبار المتعلقة بالحادثة مشوبة بالغموض. مسؤول أمني قال لـ«الأخبار» أمس إن «هناك غموضاً بشأن أسباب إحراق السيارة، رغم أن صاحبها لم يعترف بوجود أي خلفيّة للحادث، أو أي سبب أدّى إليه، ولا نعلم حتى الآن من قام بهذا الفعل، ولماذا عمد السارقان الى إحراق السيارة بعد سرقتها، رغم أن صاحب السيارة أغمي عليه بسبب الضرب كما ادّعى، وبالتالي يستطيع السارقان الهروب دون إحراق السيارة».
من جهة ثانية، يذكر أن عملية سلب كانت قد وقعت قبل أسبوعين في بلدة عين إبل عندما دخل مسلّحان ملثّمان الى منزل ف. ص. وربطا يديه ورجليه ثم سرقا مبلغ 200 ألف دولار، وقد جرى توقيف المتهمين في بيروت.