شهدت عمليات النشل انخفاضاً، ولا سيما بعد ملاحقة القوى الأمنية للدراجات النارية وقمع مخالفاتها. لكن سبق أن سُجّل حصول عدة عمليات نشل في مدينة بيروت لنسوة كنّ موجودات في سياراتهن. فقد كان المشتبه فيه يستغل انشغال هؤلاء النسوة بالصعود أو الترجل من السيارة، فيعمد إلى فتح باب السيارة من الجهة اليمنى إلى جانب السائق، ويستولي على حقائبهن قبل أن يفرّ على دراجة نارية. الغلة الأكبر للجاني من تلك العمليات كانت حقيبة إحدى النساء حيث كان في داخلها شيك بقيمة خمسة آلاف دولار. الحظ لم يحالف المشتبه فيه كثيراً، فقد وقع في المرة الأخيرة، إذ بعدما تمكّن الجاني من سرقة حقيبة منى أ. في محلة الأشرفية، وفرّ على متن دراجة نارية، أخذت منى تصرخ «حرامي، حرامي»، فلحق به بعض الشبان الموجودين في تلك المحلة، وتمكّنوا من توقيفه. أعادوا الحقيبة إلى صاحبتها، وسلّموا الجاني إلى فصيلة الأشرفية مع المسدس الذي سقط منه أثناء توقيفه.تبيّن أن الجاني يدعى علي ج. وهو محكومٌ سابق، وقد اعترف بارتكابه جميع عمليات النشل التي تعرضت لها النسوة، إضافةً إلى عمليات أخرى قام بها ولم يعد يذكرها كلها، وأفاد علي أن المحكوم عصام ع. ونضال خ. كانا يشاركانه، كلٌّ بمفرده في بعض هذه العمليات، وكانوا يقتسمون جميعاً المسروقات في ما بينهم. أما أجهزة الهاتف الخلوي، فكانوا يبيعونها لعلي ح. وفي التحقيق مع المشتبه فيه، أنكر استعماله المسدس الحربي الذي ضُبط معه، ذاكراً أنه اشتراه من شخص مقيم في مخيم برج البراجنة. وقد تعرفت النسوة إلى الجاني، وأكدن أنه الشخص ذاته الذي استولى على حقائبهن في السيارات. وبالتوسع بالتحقيق مع علي، أفاد أنه كان يقوم مع عصام ونضال بالتخلص من الحقائب المسروقة مع ما تحتويه من أوراق خاصة خلف الأبنية، أو في مكبّات النفايات، وقد دلّ علي ج. على بعض الحقائب التي أعيدت إلى صاحباتها.
كذلك اعترف عصام ع. بارتكاب عمليات النشل بالاشتراك مع علي ج. وهما كررا أقوالهما السابقة أمام قاضي التحقيق، وأمام محكمة الجنايات.
أما نضال خ. فبقي متوارياً عن الأنظار، الى أن ألقي القبض عليه، فأنكر التهمة المنسوبة إليه، ورأى أن ما ورد على لسان علي ج. بحقه ليس صحيحاً، وأن الأخير أراد الانتقام منه لأنه هو من زجّ باسمه في قضية سابقة، وقد حوكم بها وأدخل السجن. وعاد المحكوم عليه علي ج. وتراجع عن إفاداته السابقة، نافياً أن يكون نضال قد شاركه في أية عملية نشل قام بها.
غير أن إحدى النسوة، تعرفت على نضال، ودلّت عليه في قفص الاتهام بأنه هو الذي كان برفقة علي ج. الذي كان يقود الدراجة النارية أثناء عملية نشلها.
أما المحكوم عليه عصام ع. فأفاد أنه لا يعرف نضال خ. ولم يشاهده في السابق.
أنزلت محكمة الجنايات عقوبة الأشغال الشاقة لمدة ثلاث سنوات بحق نضال خ. وخفضتها إلى السجن مدة سنتين، علماً أن سجله العدلي حافل بالأسبقيات الجرمية.
وكانت وكيلة نضال قد ترافعت عن موكلها موضحة أنه سبق أن وعد ابنته بعدم العودة إلى ارتكاب السرقات، والتزم بوعده.
(الأخبار)