الضنية ــ لقي إبراهيم خالد الصمد (54 عاماً) من بلدة بخعون ـــــ الضنية حتفه، مساء الثلاثاء الماضي، بعدما طعنه مجهول، جارٍ البحث عنه، بسكين في عنقه، ما أدى إلى وفاته على الفور، رغم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى الضنية الحكومي بهدف إنقاذه.الحادثة المفجعة، هي الأولى من نوعها في البلدة، وقد أثارت ضجّة وقلقاً، وانتشرت شائعات وأقاويل عدّة عن أسباب حدوثها، قبل أن تكشف التحقيقات الجارية ملامح مرتكبيها وأسبابها.
روى شهود عيان لـ«الأخبار»، أنّ الصمد كان قد وصل إلى منزله بعد الساعة السادسة مساءً ذلك اليوم، آتياً من عمله في مشغل لتوضيب وتصدير الخضار والفواكه في طرابلس، وأنه بعد نزوله من سيارة كانت تقلّه توجّه إلى منزله الذي يبعد عن الطريق العام نحو 20 متراً، وكان الظلام حالكاً في المكان بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
أوضح شهود عيان أنهم سمعوا أصوات جلبة، لم يتبيّنوا مصدرها، إلّا أن ما رواه آخرون إضافةً إلى ما كشفه مسؤولون أمنيون، أوضح جوانب كثيرة من ملابسات الجريمة.
وفي التفاصيل أن الصمد (أب لأربعة أبناء وزوجته حامل) تعرّض غدراً لطعنة من سكين حادّة أصابت الشريان الوريدي في عنقه، وأنّ الفاعل كان يتربّص به مختبئاً عند مدخل منزله، وفرّ بعدها من المكان، ما جعل الصمد يسقط أرضاً، قبل أن يحاول النهوض والنزول إلى مدخل المبنى، لكنه ما لبث أن سقط بلا حراك بعدما أطلق أكثر من نداء استغاثة، فاندفعت ابنته التي كانت في منزل جيرانها إلى البيت، وصُدمت عندما وجدته ممدّداً على الأرض ومضرّجاً بدمائه، فأخذت تصرخ وتستغيث الأمر الذي استرعى فوراً انتباه أقربائه وجيرانه فسارعوا لنقله إلى المستشفى، لكنه كان قد فارق الحياة.
أوضح مسؤولون أمنيون أنه لم يُعثر على أيّ آثار عراك في المكان، أو وجود جروح في أنحاء جسد المغدور، الذي كشف على جثته الطبيب الشرعي عمر دبليز، وأشاروا إلى أن معظم الشبهات تدور حول شخص سوري الجنسية يدعى م. ن.ع. شقيق طليقة الصمد، بعد زواج لم يُعمّر طويلاً، وأن خلافاً نشب بين الطرفين بعد ذلك، وأن الشخص المشتبه به شوهد يتجول قريباً من منزل المغدور قبل 48 ساعة من وقوع الحادثة، وأنه غادر الحدود اللبنانية ـــــ السورية وفق بيانات الأمن العام اللبناني بعد قرابة 3 ساعات من حصولها.
فيما بدأت الأجهزة الأمنية تواصلها مع الأجهزة الأمنية السورية لجلب المشتبه به والتحقيق معه، أوقف شقيقه ع. ن.ع. الذي يعمل في المنطقة، لاستجوابه وإجراء فحص الحمض النووي له.