هي الحرب المجيدة التي يُفترض أن ينضمّ إلى جيوشها مواطنون من جميع الأعمار والأجناس والفئات والأطياف والمذاهب، هي الحرب التي ستُستخدم فيها أكثر الأسلحة فتكاً في هيكل السلطة القمعية، عبر التحام الجماهير الرافضة للذلّ والهوان مع الطبقات الوسطى المنادية بتفعيل نظام المساءلة والمحاسبة وترسيخ المبادئ الحقوقية في أداء مؤسسات الدولة، هي الحرب الطاهرة التي لا مصير لها سوى النصر، ومن ظلمات سجون الاستخبارات وقوى الأمن والجيش والمباحث سيشقّ نور التمسّك بالكرامة الإنسانية طريقه نحو الحرّية، هي الحرب الشاملة من بحر النيل الى الخليج، ومن تونس الى شط العرب، حرب على ممارسات السلطات الاستبدادية بحقّ الناس، هي حرب لإلغاء قوانين الطوارئ والتحرّر من قيود «هيبة» السلطة، حرب لإغلاق مراكز التوقيف والإذلال والتعذيب، حرب لتدمير السجون ومراكز التحقيق القابعة تحت الأرض،
هي حرب بلا هوادة، حرب لا تراجع فيها ولا تردّد، حرب لخلع كلّ رئيس ووزير ولواء وعميد وعقيد يمسّ كرامات الناس ويستخفّ بالقيم الأخلاقية، متذرّعاً بالحفاظ على الحسّ الوطني والقومي،
هي الحرب الجامعة التي تتخذ من المدارس والجامعات والشوارع والساحات العامة ميادين لمواجهة الطغاة،
هي الحرب الواعية التي لن يصدّق الناس خلالها وعود السلطة الكاذبة ولا مشاريع الإصلاح المتأخرة، حرب على رموز التعذيب المموهين بلباس الشرطة والجيش والأمن العام،
هي حرب على البوليس السياسي والشرطة الفاسدة ومباحث أمن الدولة، التي لا شأن لها سوى الحفاظ على عرش الديكتاتور،
هي حرب صعبة لا يفترض أن يفتحها شعب غير مستعدّ للمضي فيها نحو النهاية،
حرب قد يسقط خلالها آلاف الشهداء ويسيل بحر من الدمّ، فالاستخبارات لا ترحم الثائرين بوجهها بل تنتظر هدنة الليل لتسحب الناس من بيوتهم الى معتقلات التعذيب ...
لذلك، قبل إطلاق الرصاصة الثالثة (بعد انتصار ثورتي تونس ومصر) في جسد وحش السلطات القمعية في الوطن العربي نسأل: هل الشعب مستعدّ؟
إلى الأمام. إلى الأمام.
الطريق إلى تحرير فلسطين تستدعي الحرب على التعذيب والقهر والإذلال!