عُثر على جثّة الأب فادي عزيز المتني مصابة بطلق ناري في صدره في منزل والده في قرنة شهوان. حضر الطبيب الشرعي بناءً على إشارة النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان، ليكشف على الجثّة بغية تحديد أسباب الوفاة، لكنه لم يلبث أن رجّح الانتحار. أُعلن الانتحار فيما التحقيق لم يكن قد بدأ بعد. اليوم لا يزال التحقيق سريّاً بعهدة مفرزة تحرٍّ جديدة، لكن انطلاقاً من معطيات حسية رأت أوساط عائلة الأب المتني أن هناك ملابسات يُفترض أن يكشفها التحقيق. فقد أثارت أوساط العائلة تساؤلات على صلة بمجريات التحقيق تنقض فرضية الانتحار، ولا سيّما أن هناك حادثتين سبق أن تعرّض لهما الأب المتني قبل مقتله. فقد ذكرت هذه الأوساط أن الأب فادي تعرّض للاعتداء بالضرب من جانب شقيقين يعملان لدى أب مسؤول عن رعيّة تتحفّظ «الأخبار» عن نشر اسمها أو حيثيات الخلاف معها.
حينها، كسر الشقيقان يد الأب فادي، وأصاباه برضوض أبقته طريح الفراش نحو عشرة أيام. فُتح تحقيق لكن مورس ضغط على الأب المتني حينها لردعه عن الادعاء.
حادث الاعتداء المذكور لم يكن الوحيد، فقد تعرّض الأب فادي لحادث سير مريب قبل يومين من مقتله. ربما لا علاقة للحادثتين المسوقتين بما حصل مع الأب فادي صبيحة الأربعاء الأخير من العام الماضي، لكنها تفترض التدقيق فيها لتقصّي الصلة من عدمها. تُضاف إلى ما سبق، ملاحظات ودلائل مشهودة وُجدت في مسرح الجريمة، تدحض جميعها فرضية الانتحار لتتجه نحو اعتبار ما جرى جريمة قتل مُوِّهت لتبدو كأنها حادثة انتحار. فقد وُجد الباب الخلفي لمنزل العائلة مفتوحاً عبر الكسر والخلع وزجاجه مكسوراً، كما لوحظ وجود آثار لما يبدو أنه رصاصة مسدس في أحد الجدران، فضلاً عن آثار طلق ناري آخر من نفس البندقية التي قُتل بها. وفي هذا السياق، يُعلّق أحد أقرباء الأب فادي المتني متسائلاً: «هل يُعقل أن ينتحر الشخص بطلقين».
وفي موضوع وضعية البندقية، يُطرح تساؤلٌ أخر، إذ وُجدت مسندة إلى جانب سرير في الغُرفة على بُعد أكثر من متر واحد من الجثة، فيما كانت الجثة ملقاة على وجهها دون أن تبدو عليها أيّ آثار للجريمة. هذا في ما يتعلّق بالدلائل الحسية، أما ما يتعلّق بالتناقض في إفادات الشهود، فهناك بحثٌ آخر. فلقد وُجدت سيّارة الأب فادي المتني مركونة في كاراج لإصلاح السيارات في منطقة بعيدة عن منزله لم يسبق للأب أن أصلح السيارة فيه. مالك هذا الكاراج ذكر أن السيّارة مركونة لديه منذ يوم الاثنين، أي قبل حصول الوفاة بيومين، لكن صديق الأب فادي المتني وجاره أكّد أنه وزوجته شاهدا الأب يترجّل من سيّارته يوم الأربعاء، أي قبل ساعات قليلة من الجريمة.
جارٌ آخر للأب المتوفّى يبعد منزله أمتارٌ قليلة عن منزل الأب المتني في قرنة شهوان، جاءت إفادته مثيرة للجدل، حيث أكّد أنه سمع صوت مطرقة تكسر زجاج الباب الخلفي لمنزل المتني، لكنه نفى أن يكون قد سمع صوت أيّ طلق ناريّ. سلسلة التساؤلات المطروحة موضوعة برسم المحققين، فهل يُعقل أن يكون الأب فادي المتني قد انتحر أم انتُحر؟
(الأخبار)